الفصل الرابع و الثلاثون

1.5K 57 14
                                    

بعد ساعه..

أغلق سحاب الحقيبه و رفعها من علي السرير ليضعها أرضاً.. ثم تنهد بأسي و وقف للحظات يدور بعيناه بالغرفه.. و كأنه يلقي عليها نظره الوداع.. فلن يدع أي شئ يقف بينه و بين من أحب.. حتي لو كان الثمن التخلي عن كل ما هو عليه..

و أخيرا حمل الحقيبه و وضع يده علي مقبض الباب و خرج فهبط درجات السلم بسرعه كبيره متمنياً ألا يري أحداً

"أمير"

هتفت بها عاليا بنداء حزين و هي تأتي مسرعه من خلفه لتلحق به قبل أن يغادر من القصر

فأحذ نفساً عميقاً و أستدار ببطئ إليها ليقابل عيناها الباكيتان..

فتألم قلبه من حالها..
فعاجلته قائله بعتاب : سترحل حقا يا أمير.. لم أكن أتخيل أن قلبك سيستطيع أن يقسو هكذا علينا..

فأطرق برأسه أرضاً و هو يرغب في عدم مواجهتها أو الجدال معها فيحزنها و يؤلم قلبها أكثر.. فلا شئ سيثنيه عما قرر

بينما أنتظرت عاليا رده و عندما فقدت الأمل في أن يجيبها..

أردفت بخزي : لطالما أخذت هذا الطبع مني.. الصمت عندما لا يفيد الكلام في شئ فقد حسمت الأمر و لن تعود فيما أنتويت.. أليس كذلك..

وضع حقيبته أرضاً و تقدم الخطوات الفاصله بينهما.. فأخذها بأحضانه.. و قد شعر بدموعها التي أنسابت علي قميصه

فأردف بحب : أهم ما عليك أن تعلميه أني أحبك يا أمي و لن أتركك سأحدثك دائماً.. و سأتي لزيارتك إذا كانت أبواب هذا القصر ستظل مفتوحه لأستقبالي.. و إما إذا أنغلقت فلن أتخلي عن رؤيتك بأي وسيله أخري إلا إذا رفضتني أن أيضاً.. و أردتي التخلي عني

لن يحدث لن أرفض رؤياك يوماً يا أميري لطالما أسميتك هكذا أمازلت تذكر يا أمير قلبي : قالتها عاليا بحزن و أسي

فقبلها أمير علي رأسها فأردف بندم : لم أنسي دلالك لي حتي أتذكر.. صدقيني يؤلمني ما أفعل و لكن لن أستطيع التخلي عن حبي.. لا أري مستقبل من غيرها.. و لا حياه لي سوا معها.. و من دونها سيصبح الموت حلماً لي

فوضعت عاليا كفها علي فمه و هتفت بخوف : إياك أن تقول أي من هذا الكلام.. فلتخرب الدنيا من حولي و تبقي أنفاسك موجوده حتي و إن كنت بعيداً عني..

سامحيني لا تغضبي مني يا أمي أرجوكي : هتف بها أمير بحزن و هو يعاود أحتضانها

ربتت عاليا علي ظهره فأردفت : لن أستطيع أن أغضب منك يا أمير.. لكنك ستعود..

فأبتعدت قليلاً عنه تهتف بحزم : أعدك أني سأجعل والدك يوافق علي تلك الفتاه.. فلن أستطيع أن أكسر قلب أميري العاشق.. أعدك أني سأقف معك

فأبتسم لها أمير و رفع كفيها يقبلهما فأردف بحب و أمتنان : أدامك الله لي يا نبع الحنان يا حبيبه قلبي يا أمي..

خريف قسوه وميلاد عشق (مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن