الفصل السادس و الثلاثون

1.7K 86 17
                                    


بينما كان رائف جالسا في السياره يحاول تنظيم تلك الأفكار المتزاحمه ليجد نقطه البدايه التي سيُبني عليها خطه دفاعه عن روسيل..

صدح هاتفه بتلك الرساله
فتحها فأغمض عيناه و زفيرا غاضباً يخرج من فمه بحراره تكاد تحرق السياره به هو و السائق..

و التي لم تحتوي سوي جملتان موجزتان...
لقد وصل الرد.. أنتظرك لا تتأخر

مرسله من أبيه.. بغموض و أختصار خطير و كأنها رسول حرب لا مفر من خوضها..

أزدحم عقله بالأفكار مره أخري و الأحتمالات و من بين كل هذا.. أتت صورتها أمام عينه فشعر أن عليه يراها... و الآن..

🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

أستمرت حرب النظرات بينهما
و هما يجلسان أمام بعضهما بأنتظار أنتهاء الأجراءات الخاصه بخروج منار..

كانت مشاعرها تتصارع كعاصفه هوجاء بداخلها... ألماً و حسره ندم و غضب، و شعور بالرغبه في الأنقضاض علي أمير الجالس بهدؤ جليدي، و نظراته مسلطه عليها بثبات و قوه تخترقها، و كأنها تنفذ حتي إلي داخل روحها توصمها بالجرم و الدونيه .. بلا أدني شعور بالندم لما فعل هو بها.. و لا حتي لمحه أعتذار صامت واحده تظهر علي وجه.. فقط سخريه أدانه و غضب.. فقد حكم وأيد حكمه و حتي لم يسمح لها بالأستئناف عليه.. لتثق أنها حتي أن تكلمت أن الدفاع لن يُجدي و لن يُقبل أو يُسمح به

فهمست بمراره لنفسها : كان يجب أن يؤد هذا الحب. فقد كان هشاً.. لم يكفي من البدايه لتثقِ أنه سيقف بجوارك و يتقبل ما أنتِ فيه.. و لم يكفي ليثق هو بكِ و يستمع إليكِ علي الأقل.. حباً كهذا لن يستطيع أن يكبر و يجابه هذا العالم أبداً..

و لكنها لم تستطع الأكتفاء بالنظرات المتكلمه رغم صمت أصحابها...
فخرجت نبرات صوتها لتعلن أنساحبها من حرب النظرات تلك
فأردفت بسخط و تهكم : ألا تخشي الزواج من صاحبه سوابق.. ربما يدرك أحد بما حدث و أن المرأه التي تتزوج منها محتاله سارقه..

نظر لها بذات النظره الجليديه الصارمه فأردف بأستفزاز : لا أكترث و لا أهتم.. و لكن ،فقط لعلمك سأقطع أي من تلك الألسن التي قد تتجرأ علي..

ألا تخشي أن أفعلها حقيقه.. ألا تخشي أن أسرق شيئاً فعلا، يقولون أن المبيت في المخافر يُميت القلب.. و بالأساس لما تخاطر مع مخادعه مثلي و صياده فرص : قالتها بأستفسار بارد مستخف و عيناها تلتمعان بالتحدي المشوب بالسخريه

فأردف مجيباً بنبرات قاطعه : سأعمل علي تقويمك لا تخافي...في الأساس أخطط لأعاده تقويمك من البدايه، و سأقتلع منك كل الكذب الخداع الجشع و التمثيل صدقيني ستحصلي علي تهذيب شامل

لثوان رمقته عيناها بنظرات معاتبه قبل أن تشيح بوجهها عنه.. و شعور بالمراره يتصاعد إلي حلقها فأردفت بنبرات حاولت تغليفها بكل ما تملك من كبرياء : ما دمت تراني هكذا بكل هذا الأنحطاط.. لما تصر علي ربطنا ببعضنا أكثر... فلتدعني وشأني.. ثم

خريف قسوه وميلاد عشق (مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن