الخاتمه(١)

1.7K 90 15
                                    

.. سرنا في الحياه معاً كأقطاب متناقضه.. حتي قاطع الحب دروبنا..فما كان من كل قلب إلا في نقيضه أن يذوب..

*********

كانت تجلس في صاله المطار تحمل في يدها زواج سفرها تطالع الأسم المدون بداخله للمره المائه ربما.. "حياه رسلان يلمظ " لم تصدق حتي الآن أنها قد أصبحت رسميا فرداً منهم.. حصلت علي مبتغاها في النهايه و ذيل أسمها كنيتهم كانت تحدق في كل حرف علي حده بضعه حروف دفعت من أجلها الكثير و لكن ما تشعر به الآن لم يكن يقارب علي الأطلاق الشعور الذي ظنت أنها ستنغمس فيه و هي تتخيل تلك اللحظه عندما بدأت خطتها.. تسللت تنهيده مثقله بمزيج من مشاعر مؤلمه شقت صدرها و هي تستشعر أن كل حرف من حروف أسمها يوصمها بالخسه و يحقر منها و يدني منزلتها التي كانت تظن أنه سيرفعها.. حقيقه واحده أصبحت تدركها الآن.. فيما يفيد أنتمائها إليهم و هي بنظرهم بذره شيطانيه لا أكثر.. مجرد علقه ملتصقه بهم.. أنتمت إلي كنيتهم و لكنها بعيده كل البعد عن قلوبهم.. أضاعت فرصتها و أنتهي الأمر..حرمت نفسها من دفئ قلوبهم أو ربما هم من حرموها و لكن لا فائده من كل تلك الأسئله فما حدث قد حدث .. ما فعلت و ما فعلوا لم يعد يهم.. حتي من مات لن يعود إليها مره أخري ضغطت أسنانها علي شفتها المرتجفه ثم رفعت يدها تمسح عن وجنتها عبرات تسللت رغماً عنها فها هي تنطلق نحو حياه جديده مجهوله .. قد أتخذت قراراً أن تبني فيها حياه أخري بشخصيه تنافي كل ما كانت عليه و لكن هل ستستطيع؟..

و علي بعد خطوات بعيده نسبياً عنها.. كان يطالعها فلم تحد عيناه عنها رغم أنه قد تحجج بمكالمه هاتفيه وهميه ليبتعد عنها قليلاً ليعطيها فرصه للأختلاء بنفسها و لكنه لم يستطع إلا أن يناظرها.. هيئتها تلك تذكره بلحظه توقيعها لعقد زواجهما.. كانت و كأنها جسد قد نُفيت روحه و مع هذا فقد كان ألمها بازغاً في عيناها في ألتفاف أصابع يدها حول القلم بأرتجاف و هي تخط حروف أسمها حتي أنه خُيل له أن قلمها كان يقطر دماً لا حبراً.. و كم أوجعه ما هي فيه و أغضبه و لكن بأي حق يلومها فهي كانت تودع كل شئ بل كانت تؤد حياتها أحلامها و كأنها تقتلها بتلك الوثيقه.. لن يلومها لأن تلك الدقات الحالمه السعيده المبعثره بين خفقات قلبه لم تزرها كما زارته فلن ينكر أن شعوراً كبيراً بالنشوه و رغم كل ما يحدث قد كان يعصف بكيانه في تلك اللحظه و كأنه يفصله عن ظروف تلك الزيجه و عن وجوه أخويها العابثان.. و عن حاله الضياع تلك التي تغلفها.. فقد خلق باطن عقله خيالاً داعب قلبه و هو يُبدل كل شئ لحلم راوده تمني في تلك اللحظه لو كان حقاً حقيقه..

أرتسمت أبتسامه عابثه علي ثغره و هو يحدث نفسه بأن ينسي و يبعد عن عقله كل شئ إلا حلمه السعيد بها ليقرر بأن الظفر بالأحلام هو جوهر الحياه.. و هو سيحيا و يحيا بها و معها و لها كل العمر المقسوم له في الدنيا ...

عاد ليجلس مره أخري بجوارها.. فحاولت الظهور بمظهر متماسك مره أخري أمامه.. و قد أعجبه ما تفعل فهو لا يريدها هشه حتي و إن كانت تدَعي..

خريف قسوه وميلاد عشق (مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن