الفصل الرابع والعشرون

2.4K 55 22
                                    

امريكا

جالسه علي تلك الأريكه المجاوره للنافذه تطالعها بخيبه أمل ممتزجه بالغضب ، خدعها للمره الثانيه وفي المرتان وقعت بمنتهي السذاجه في فخه ، وهي
من كانت تظن أنه يحتاج مساعدتها ، ليتضح لها فيما بعد أن الأمر كان مجرد خدعه ، مع أن طريقته وقتها من غير المعقول أن تكون مجرد تمثيل ، لقد رأت صدق حديثه في نظرات عينه ، في نبره صوته المكسوره ، كيف يكون كل ما شعرت به كذبا لاشك أن به جزءاً من الحقيقه..

قاطع تفكيرها تلك الدقات والتي لم يمهلها صاحبها حتي رفاهيه أعطاؤها الأذن بالدخول ففُتح الباب بعنف تلاه دخوله فسار بأتجاهها بخطوات غاضبه
لتُشيح بوجهها عنه وتعاود الالتفات للنافذه مما أغضبه منها أكثر فامسك بوجهها بحده يديره إليه

بوراك : وتُشحين بوجهك أيضا، تعلمين ميرا أنتِ تستدعين غضبي بأكثر الطرق أحترافيه

ميرا وقد أبعدت يده عنها قائله بتهكم : لم يعد يهم، أستدعي غضبك أنزعاجك سخريتك أو حتي شياطينك، لم يعد بأمكانك أن تؤذني أكثر من ذلك

بوراك وقد ابتعد قيلا عنها رافعا أحد حاجباه بسخريه : أؤذيكي، هل تدعين البراءه الآن ، أنتي من أذيتي نفسك بنفسك، واحده مثلك تعرف كيف تخطط وتخدع وتتآمر لا يمكن لأحد أن يؤذيها، أنتي عزيزتي من النوع الخبيث الذي يعرف جيدا كيف يلتف حول فريسته حتي يلدغها، ولكن حظك أوقعك معي و أنا ساحاسبك علي خداعك هذا، وأقتلع سُمك

ميرا وقد تحاملت علي نفسها حتي تقف بدون أن تُظهر آلمها الناتج عن أصابتها فتكلمت بغضب :
تتنزع سُمي أنا،، أنا إن تعلمت الخداع فلم يكن هذا إلا ردا علي ما فعلته معي، أنت من خدعني وأوهمني بالحب حتي صدقتك ووقعت في فخك، أنت من سرق قلبي و روحي وكياني الذين كنت أحفظهم لمن سأحب للشخص الذي سيشاركني حياتي، كنت عطوفا حنونا رومانسيا حتي وصلت إلي مبتغاك معي، لتتركني بعدها كشئ بالي
بدأت الدموع تتجمع بعينياها فخرجت كلماتها بنبره صوت مختنقه : ألديك أدني فكره عن الذل الذي شعرت به اتدري كيف كنت احتقر نفسي واشمئز منها وأنا أتذلل أليك أن تعود إلي وألا تخذلني، ثم تأتي أنت الآن وتتكلم عن التآمر والخداع، تستمر بمفاجئتي بمدي قساوه قلبك، هذا إن كنت تملك واحدا بالأساس..

فأبتسم متهكما وصفق بيديه ليقول متعمدا أهانتها :
حقا أثرتي بي ميرا ، أكاد أبكي، تتكلمين وكأنك كنتِ
فتاه صغيره سرقتها من باحه منزلها ، ميرا لقد كنت أراكي دوما في الملهي دوما كنت تسهرين هناك، لم تكن المره الأولي التي أراكِ بها في متجر تلك العجوز ربما كانت الأولي لكِ أنتِ، لكنها لم تكن كذلك بالنسبه إلي، ولكن للأمانه لقد جذبتِ أنتباهي فرؤيتك صباحا أختلفت تماما عن المساء بدوتِ جديه و متحفظه عن تلك الفتاه التي تقضي معظم ليلها ترقص مع اصدقائها في الملاهي لدرجه أحترام تلك العجوز لكِ ومثيلاتك من المخادعات واللاتي لا يعرفن معني المسئوليه يستحقن أي شئ يحدث لهن مجرد فتيات مدللات لم يحصلوا علي تربيه جيده من أهلهن

خريف قسوه وميلاد عشق (مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن