الفصل الثالث عشر

10.5K 330 8
                                    

كان مالك جالسا علي حافة السرير بينما تولين جالسه في المنتصف تنظر له بغضب
كان مالك يتيما لم يعرف يوما معني الأم و لا حنانها الذي سمع عنه كثيرا لقد رباه والده بقسوة و غضب تجاه كل من يقف أمام عادل حديد و يحاول قتاله لذا الحنان و العطف لا يعلم معناها و لم يرها يوما فعادل رباه علي القسوة ليكمل والده الأمر و كأنه ليس ابنه من لحمه و دمه و كأن تنفيذ خطط عادل أهم من ابنه و لم يختلف حاله كثيرا عن أسد توأمه و ابن عمه فما حدث مع أسد من والده مطابق له تماما الفارق أن أسد طيب القلب مهما حاول إظهار خلاف ذلك لكن مالك مات قلبه منذ زمن لم يعد يتأثر كما كان يفعل في الماضي بل تعلم البرود و الامبالاه علي أصولها و من معلميها الحقيقيين و الذي أرعبوا العالم لسنوات و عادوا مجددا ليكملوا ذلك لكنه لن ينجحوا لن يسمح لهم بذلك ليس بعد كل شيء
مالك بهدوء : هدأتي الآن ؟؟؟
تولين بغضب منه فهو لم تهتز منه شعره بعد كل هذا التحطيم : لا فقط عندما ارحل و اترك هذا المكان
مالك بتسأل : ستتركين والدتك و تذهبي لكن إلي أين ؟؟
تولين بحزن : لمنزلنا فهي لن تهتم بي بعد الآن بل ستهتم بك و ابنك الجديد و لن يكون لي مكان
يعلم شعورها جيدا عاش عمره كله يبحث له عن مكان لكن بلا جدوى الكل كان مشغولا والده و جده بالعالم الخارجي الذين يريدون السيطرة عليه و عمه بتحطيم ابنه مرة بعد أخري و لم يكن أمامه سوى أن يكون منهم و حتي هذا لم يجعل الأمر مختلفا بل زاد الوضع سوءا
مالك بحنان لم يدرك حتي وجوده : صغيرتي والدتك تحبك و لن تفعل شيئا كهذا و أيضا كيف ستعيشين وحدك ؟؟
تولين بعدم مبالاة : سأجد حلا
تلك الصغيرة حقا تشبهه كثيرا و قد دخلت قلبه من اليوم الأول و لكنه لن يتركها وحدها أبدا مهما حدث فطفلته ستبقي قربه و أمام عينيه حتي و إن كان رغما عنها
مالك ببرود : لن تغادرى القصر
و نهض ليخرج دون مبالاة بصياحها عليه و لا غضبها منه و من فعلته و أنه يتصرف كما لو كان والدها لا زوج أمها
فتح الباب لتدخل عاصفة هوجاء تنظر إلى كل جانب لترى ابنتها الحبيبة و ما فعل بها ذاك الإمبراطور فهي مجرد طفلة و هو ليس بالصبور و لا جيد التعامل مع الأطفال و ابنتها رغم القوة التي تدعيها هي أضعف منها و أرق و تتأثر بسرعة كبيرة
بينما مالك ينظر لها و ابتسامة سخرية لاحت علي وجهه من فعلتها فقد اقتربت من ابنتها تحتضنها بخوف شديد و كأن وحش كان سيلتهمها كانت ذراعيها تشدد عليها و كأن تظن أنها تحلم و أن صغيرتها تأذت الحمقاء إنها ابنته التي لا يمكن أن يؤذيها أو يفعل ما يضرها بل قد يموت لأجلها منذ راها و جلس معها و تولد لديها شعورا غريبا بالمسؤولية نحوها و كأنه جزءا منه بل إن رؤيتها حزينه و تبكي كالآن تثير غضبه بشده يريدها أن تتوقف بل عنده استعداد تام لقتل أي شخص يقترب منها أو يفكر بهذا حتي لو كان هو
أبعدت جورية ابنتها عن أحضانها و هي تمسك بوجهها بين يدها و تتفحصها دون ترك إنش بها و كأنها لا تصدق نجاتها من يد الوحش الهائج الواقف أمام الباب
بينما تولين تنظر لوالدتها بتعجب من فعلتها تلك فلم يحدث ما يجعلها تخاف عليها أو تتفحصها بهذا الشكل و كأنها كانت بحرب طاحنه و والدتها تطمئن عليها رغم كل شيء لم تكن تولين خائفة من مالك أو ما ينوي معها لديها احساس رغما عنها بالأمان معه لا تفهم سببه
جورية بقلق : أنت بخير هل أصابك مكروه ؟؟؟
تولين باستنكار : ماما أنا بخير لا داعي لقلقك هذا فلا مبرر
مالك بسخرية : اعذريها صغيرتي فقد كنت بحرب طاحنة و تريد الاطمئنان
جورية بابتسامة لابنتها حتي تطمئن : حبيبتي ستبقي معنا هنا و إن احتاجتي لشئ اخبريني
أدارت تولين وجهها إلى الناحية الأخري فهم يصرون علي بقائها معهم و هي لا تريد لكنهم يجبرونها علي الأمر و كأن رأيها غير مهم لهم
تولين بانزعاج : أي جزء من لا أريد البقاء هنا لا تفهمونه
مالك ببرود : جورية حان وقت النوم
نظرت له جورية محاوله الإعتراض فهي تريد البقاء قليلا قرب ابنتها علها تخلصها من غضبها و تتقبل وجودها بهذا المكان و كون مالك والدها الجديد فليس ذاك سهلا لطفلة صغيرة عنيده كتولين لكن نظرة واحدة من عيني مالك أجبرتها علي ابتلاع كلامها و تنفيذ كلامه دون اعتراض قد يؤدى إلى ما لا يحمد عقباه
بينما مالك رحل من الغرفه متجاهلا تلك الصغيرة العنيدة و غضبها منه و من أفعاله الباردة و الامباليه بما تفعل و لا ما تريده و لكنه فقط يعرف أنها عنيدة و تجاهلها هو الحل الأمثل لها و سيجعلها ذلك تبقي عوضا عن دلال والدتها الذي لن يجد نفعا في وقت كهذا أبدا
************************************
كانت تجلس بغرفتها تنتظر عودة زوجها و معرفة ما حدث بحفل الزفاف الخاص بجورية لو لم تكن حاملا بالشهر الأخير لذهبت و رأت بنفسها رغم أنها لم تري جورية سوى منذ فترة ليست كبيرة و كانت تغار منها علي زوجها لكنها علمت أنها متزوجه و لن تحب زوجها و أن سامر مجرد صديق فقط مما طمئنها قليلا و بدأت بعدها الصداقة بينهما رغم الاختلاف في كثير من الأمور لكن جورية طيبه جدا و تستحق كل خير يكفيها ما مرت به سابقا لن تكون قادرة على التجربة مرة أخرى و تعريض ابنتها لخطر جديد لكن يبدو أنها بكل الأحوال قد صارت جزءا من الخطر
سمعت صوت الباب يفتح لا شك أنه زوجها بالكاد نهضت من مكانها و حاولت السير لتجد زوجها يدخل الغرفة و عندما رأها هكذا اقترب منها و وضع إحدي يديه علي ظهرها و الأخري علي ابنه و ساعدها لتجلس يعلم جيدا أنها تكاد تحترق لتعرف ما حدث بحفل الزفاف الخاص بجورية
جلس معها و قبل أن يتكلم انهالت عليه الأسئلة منها كالمطر أو الأرز : ماذا جرى ؟؟ هل تزوجت شادى ؟؟ و ماذا فعل الإمبراطور ؟؟؟ هل تركها تتزوج أم خطف شادى او ربما أفسد حفل الزفاف تماما و ربما لقن هذا الشادي درسا فهو مزعج فعلا و لا أطيقه و ماذا عن تولين هل علمت بزوج والدتها أم لا و ما رده فعلها و.......
سامر بسخرية : هل سنقضي اليوم كله تسألين دون الحصول على اجابه
نادية برفض : لا بالطبع هيا اخبرني
سامر بعدم مبالاة : لقد اقتحم الزفاف مع رجاله و تزوج بها و أخذها و رحل لا أعلم أكثر من ذلك
ناديه بقلق : لما لم تتصل لتطمئن عليها فمن يدرى ما سيفعل معها الآن ؟؟؟
سامر بعدم اهتمام : لن يفعل شيئا و إن فعل جورية تعلم كيف تتصرف ليست أول مرة تفعلها
ناديه بتنهيدة : أتمنى فقط ألا يصل إليها عماد و إلا انتهي أمرهم لم تكن تتعافي ليعود
سامر بهدوء : لن يقدر علي فعل شئ إنها الآن زوجه الإمبراطور و مجرد اقترابه منها يعني موته
ناديه بقلق : تظن الإمبراطور قادر على حمايتها أم سيعود الماضي ثانيه
سامر بجدية : الإمبراطور لا يستهان به و إن فكر أحد بأن يؤذيها أو ابنتها فلن يتركه مما رأيته اليوم لست قلقا علي جورية ستكون بخير
نادية بهدوء : سأتصل بها صباحا لأعلم كيف سارت الأمور معها
سامر بتعب : حسنا..... سأبدل ملابسي لأنام فقد تعبت كثيرا اليوم بالزفاف
نهض يبدل ملابسه و هو يفكر بكلامها جورية لن تتحمل عودة الماضي مجددا لحياتها ليس بعد كل ما جري معها بسببه لقد كادت تفقد حياتها هي و ابنتها بالكاد نجت و ذلك بعد مساعدة منه لها جعلتها تعود ثانيه لحالها بعد ذلك التشوه و حاجتها للمال للقيام بعملية التجميل و قد تكفل هو بكل ذلك و لا يزال يساعدها لتتخلص من الماضي و ما فيه من ألم و عذاب لكن هل تخلصت منه حقا ؟؟؟؟؟؟
************************************

في انتظار التعليقات

😅😅😅😅😅

الإمبراطور  ( الجزء الأول من سلسلة سطوة الرجال)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن