الفصل الثاني و العشرون

8.8K 290 6
                                    

وقفت سيارة مالك أمام أحد مستشفياته الخاصة و لأن تالين لا تعلم السبب كانت خائفة جدا
مما جعله مالك يجذبها ليجلسها علي قدمه و يحتضنها و هو يحاول تهدئتها و تهدئة قلبه الثائر لأجله
مالك بهدوء " سندخل معنا و بعدها نذهب للملاهي و المثلجات حسنا "
حركت رأسها بالنفي و هي تحتضنه بقوة " لا بابا لا أريد الدخول هناك "
أمسك برأسها ليجعلها تنظر لعينيه التي تشع بالأمان و الحنان " كيف تخافي و معك الامبراطور صغيرتي  ؟؟!!! "
تالين بتسأل " ستدخل معي  ؟؟؟ "
أومأ لها و دخل بها المشفى لغرفة مدير المشفي الذي تفاجأ بدخول مالك و في يده طفله صغيرة و طلب منها مالك الجلوس علي الأريكة البعيدة قليلا عن مكتب المدير
كان المدير واقفا عندما اقترب مالك و تكلم بغضب شديد و همس له حتي لا تسمع كلامه " خمس دقائق و أريد معرفة إن كانت ابنتي أم لا "
المدير بخوف " أمرك "
تحرك المدير سريعا يجري بنفسه الاختبار لمالك الذي يعلم الكل أنه ليس صبورا أبدا و إن نفذ صبره انتهي أمرهم جميعا
كانت تالين هادئة مطمئنه بوجود مالك فرغم عدم حبها لوجودها هنا لكنها تعلم أن مالك لن يدع مكروه يصيبها فهي كما يدعوها صغيرته
كل ما تعلمه أن مالك احضرها ليطمئن علي صحتها فقط و لم يخبرها السبب الحقيقي
أما مالك فنيرانه تلتهمه بين كونها ابنته كما تمني منذ رأها أول مرة و كونها ابنه رجل أقام علاقة مع زوجته يشعر بالعجز و عدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب ماذا لو كانت ليست ابنته  ؟؟؟؟!!!!!
ماذا لو كان كلام عادل حديد صحيحا   ؟؟؟؟!!!!
و ماذا لو لم يكن   ؟؟؟!!!!!
مرت الساعات علي مالك دهر كامل و هو ينتظر النتيجة بفارغ الصبر
ليخرج أخيرا المدير يرتجف خوفا و أعطه النتيجة و انطلق يركض هربا من مالك
بينما مالك هو نفسه يرتجف  ؟؟؟!!!!
نتيجة هذا التحليل ستحدد الكثير و الكثير من الأمور و عليها ستتوقف حياة كثيرين
فتحه و قرأ ما به بينما تالين تنظر له و عندما لاحظت صمته التام اقتربت منه تشد بنطاله
" بابا هل أنا مريضة؟؟؟ "
أفاق علي صوتها لينظر لها قليلا قبل أن يجلس علي قدمه و يحتضنها بقوة شديده عليها
لقد ظهرت النتيجة ايجابية إنها ابنته كما قالت جورية تماما  ؟؟؟!!!!!!
كان علي وشك قتل ابنته لأجل عادل مقتنعا بكلامه من الجيد أنه أجري التحليل و استمع لقلبه الذي كان يخبره ألا يؤذيها و يتأكد أولا
لقد تحقق حلمه المستحيل و تالين ابنته حقا لم تكن مشاعره نحوها وهما بل أبوة خالصة جذبته لها
لم تفهم تالين سبب تصرف مالك الغريب معها و قد اعتقدت أنها مريضة لذا سألته بخوف " بابا أريد العودة للمنزل و رؤية ماما لا أريد البقاء هنا أبدا  "
ابتعد مالك عنها و رأي خوفها لذا تكلم معها بكل حنان و حب " أولا سنذهب للملاهي ثم نحضر المثلجات و الهدايا الكثيرة و بعدها نعود للمنزل "
تالين بسعادة " حقا سنفعل ذلك  ؟؟؟ "
ابتسم مالك ابتسامة نابعة من قلبه " سنفعل كل ما تأمر به حبيبة قلبي و روحي "
اخذت تالين تقفز بسعادة و مالك ينظر لها و لا تزال ابتسامته تزين وجهه
إنه سعيد رغم كونه أراد أن يشارك ابنته حياتها منذ البداية أن تعرف أنه والدها حقا لا زوج والدتها
نفذ مالك لابنته كل ما أرادته و لم يترك لها شيئا تريد فعله و لم ينفذه له
كان يراقب سعادته بعيون سعيدة و حزينة
أما عيونه سعيدة لسعادة ابنته و التي تساوي عنده العالم بما فيه
لكن حزنه كان لابتعاده عنها خمس سنوات كاملة لأنها لم تعرفه كأب حقيقي لها لكونها عاشت حياتها تنتظر عودته و هو قريب جدا منها
انهي مالك ما أمرت به ابنته و عاد بها إلي القصر و طوال الطريق لم تتوقف عن الكلام و الإبتسام و رغم كره مالك للكلام الكثير لكن صغيرته و ابنته مختلفة يريدها أن تتكلم طوال الوقت و لا تتوقف عن الإبتسام و السعادة فهي روحه و قطعه منه كان يجهل وجودها و كاد يتسبب بموتها علي يد من يدعي جده
وصل إلى القصر لتنظر له " لقد أخبرتني أن ماما ستلحق بنا لكنها لم تفعل "
مالك بهدوء " لابد أنها نائمة اصعدي لغرفتك و سأخبرهم أن يأخذوا الألعاب لك "
تالين بسعادة " حسنا "
و قبل أن تخرج من السيارة اقتربت منه و قبلته علي وجنته ثم ذهبت إلى غرفتها بينما مالك ذهب إلى غرفة جورية
الأم القلقة علي ابنتها و التي تدور برأسها الظنون و الشكوك تجاه ما فعله مالك مع ابنته
هل قتلها   ؟؟؟!!!!!
هل صدق كلام عادل حديد و لم يصدقها   ؟؟؟؟!!!!
تكاد تجن و خاصة عندما طلب من رجاله احتجازها و عدم السماح لها بالمغادرة حتي عودته و رغم أنها يمكنها التخلص منهم بسهوله و لكنها قلقة علي ابنتها و لن ترحل قبل الاطمئنان عليها و التأكد من سلامتها و أن لا مكروه قد أصابها
دخل مالك و طلب من رجاله المغادرة و تركهم وحدهم أسرعت جورية نحوه تسأله بلهفة " أين ابنتي ماذا فعلت بها مالك   ؟؟؟ "
أعطاها مالك التحليل الذي يثبت كونها ابنته ثم جلس علي أحد الأرائك
مالك ببرود " أريد حقيقة ما حدث بالماضي و الآن جورية و من الأفضل ألا تكذبي مجددا فهذا ليس في صالحك "
لم يكن أمامها سوى قول الحقيقة و معرفة مالك لما تم اخفائه عنه منذ خمس سنوات
اقتربت ساعة الحقيقة

************************************

في انتظار التعليقات

😆😆😆😆😆

الإمبراطور  ( الجزء الأول من سلسلة سطوة الرجال)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن