Ch2 ⇜

587 37 153
                                    

بِروحــي فَــــتاة

...
...

-٢-

تعالي إليّ، وعانقيني، غلِّفيني، ولا تبتعدي

سماءٌ انقشعت عنها الغيومُ السوداءِ لتضيء لي عينَيّ التي أبصَرت صفاء وجهها

سوادُ الأيامِ الحالكة التي أذاقتني مُرًّا وقهرًا قد رضخت لأمنياتي لتُطفئ ظلمتها بنور عينيها

قاومتُ قسوة الأيام بكل ما أوتيت من قوة، أضعفُ وأسقط، أقاوِمُ فأُصفَع، ثم أعودُ لأنهَض، مُتحديًا عنادها بطبعي الأشدّ عندًا

تحمَّلتُ جَلدَها لي بثباتِ فتىً مُترنِّحٍ، لتُجبِرُني على خَوضِ معركةٍ بالإكراه، مُطالبًا بتذوق طعمَ السعادة، وراغبًا بالعيش كَسائر البشر

هكذا كنتُ أعتقد، ولكني اكتشفت أنَّ ذلك لا يرضيني، فأنا مختلف... واختلافي كان ظاهرًا للعيان... فحياتي كانت مُتعرقلةَ المَمشى تمامًا مُقارنةً مِمَّن حَولي، كلُّ مُصيبةٍ كانت أقوى من سابقتها.. إلا أنَّ تَميُّزي هو الأساس، وهذا التميُّز هو أنني قد مُلِئتُ بالحب ممن يحيطون بي، حتى جُبلتُ به وعُجِنَتْ خلاياي بعطفهم .. وهذا ما أبقاني على قيد الأمل..
لأصبح الفتى الذي يتنَفَّسُ عِشقًا حالما يُذكَرُ اسمي، وتصبح الفتاة التي تَعشَقني رمزًا لقصَّتي

فتاةٌ عجز لساني عن وصفِها
رقيقةٌ هشَّة ..... قاسيةٌ صعبة
عِشقُها مُعضِلة .... صعبٌ على الآخَرِ فكَّها
غلَّفتني بهوسِها .... فأصِيبَ عقلي بهاجسِها
قلبي متعلقٌ بها
كَتعلق الروح بالجسد، إن فارقتني فاعلموا أنَّ هذا الفتى قد أصبح جُثةً هامدة

عمقُ كلماتي ليس مُبالغٌ بها
فحبُّها قد احتلَّ كلَّ خليةٍ موجودة في كياني
لأن القلب إذا تاه بعشقٍ تَعلَّق
واذا حُرِمَ تمزَّق

فما بالكم وقد حُرمتُ منها عُمرًا
وابتعَدتُ عنها سنينَ حَسبتُ وكأنها دَهرًا

كانت روحي تشتاقُها وهي تشتاقُني
إلَّا أنَّ كبريائي للهاويةِ أساقَني
لتقتادني بعمقِ حبِّها لي فتسحبَني للأعلى مُطوّقةً لي عنقي
منصاعٌ، مستسلمٌ، منقادٌ لها، من رأسي لأخمصِ قدمي

أضيعُ في تفاصيلها ..... وأتأمَّلها
وأناملي على خُصلاتِ شعرها الناعمِ أمَرِّرهَا
مُبَعثَرةٌ بلطفٍ على وجهها

أسحبُ بهدوءٍ واحدةً منها وأدنوها إلي لأشتمَّ عبقها
أُغمضُ عيني ثَملًا وما كنتُ أعرفُ الخمرَ إلَّا عندما احتسيتُها
مُنتشيًا، أإنُّ تَنفُّسًا بشذاها
ولخلفِ أذنها بلطفٍ أعيدُها
أتنهدُ، وعيناي تتغَزَّلُ بتفاصيلها
"يا الله! .... ما أجمَلَها"

الشيء المفقود 3 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن