بِروحــي فَــــتاة
...
...
...
-٣-
حياتي متصدعةٌ بشقٍ مُلتهب، تقرَّح بفعلِ إهماله
حاولتُ تفاديه إلا أنه بدأ بالانتشار لينهشَ روحي معه، اعتقدتُ أنه سيختبئ عن الأعين ما إن أخفيه بضمادةٍ تلو الأخرى، ولكنها كانت تهترئ ما إن أرقّعها بمثيلتها
سِرِّي المُخبّأ.. حان أوان فَضحه.
وحيدًا أجلس مع أفكاري التي تغدو وتروح كَخطفات البرق إلى ذاكرتي، إنها تغزو لي تلافيف دماغي لتصيبه بالصداع
أتأمل تسلسلَ الواقع الذي أعيشه، وكأنه شريط ذاكرة من فيلم بالأبيض والأسود، مُخرجه شخصٌ مصابٌ بمرضِ السادية وتعذيب الروح، والبطل الذي يتفنن بتعذيبه هو أنا .. هويا .
أستعيدُ تفاصيل حياتي بأكملها منذ لحظة وفاة عائلتي ودخولي إلى الميتم _ بحكم أن لا اقرباء لدي _ ومرورًا بصداقتي مع سونغ كيو التي بدأت كَصدفة، ونهايةً بتبنِّي عائلة ميونغسو لي ..
و هذه الأخيرة جَعلَت من أيامي تنقلب رأسًا على عقب .
دخول ميونغسو إلى قائمة الاشخاص المقربين لي كَأخٍ صغير كان ذو وقعٍ كبير على تغيير مجرى حياتي، فقد حوَّلها إلى ساحة معركة لم أُوقِن أنها بكل تلك الضراوة، لأُرمَى في وسطها كَمحاربٍ أعزل أُجبِرَ على خوضها بيديه الفقيرتين تمامًا أمام عدوٍ عملاقٍ مُدججٍ بسلاحِ سامٍ، قد يقضي علي بحد سيفه إن لمسني فقط.
هذا العدو على علمٍ أني كنتُ أقاتله بيدٍ واحدة، لأن يدي الأخرى كنتُ أخفي بها أخي ميونغسو بعيدًا عن عينيه كي لا يصيبه أذىً إن لوَّح هذا العدو بسيفه عن طريق الخطأ
حملتُ ثقل ميونغسو بأكمله على راحة كفِّي، وبكل ما أوتيت من قوةٍ متجاهلًا ألم ظهري الذي انحنى من ثقله حتى كاد ينكسر .. هذا لأني أنا الأخ الذي يرفض بقسوة أن يضع أخيه جانبًا بعيدًا عنه حتى ولو قسم أخاه له ظهره إلى قسمين .
أحيانًا كنتُ أتمنى لو أن القدر لم يجمعنا، لو أنني لم أقابل فتى السادسة عمرًا - فتى اللعبة - ولم أتعلق به بكل هذا الجنون، ولكن التخيل لوحده وهو بعيدٌ عني قد يصيبني بالجنون أيضًا، فأنا لا طاقة لي بالعيش وحيدًا بعد أن رزقني الله بأخٍ مثله نادر الوجود
هو فرطٌ من التعلق الناتج عن الحرمان وأنا أعلم بذلك، ولكن الأمر ليس بيدي. بيدَ أنَّ القدر قد جعلهُ يتعلَّقُ بي كَتعلُّقي به، وكأنها هديةٍ منحها لي الله نتيجة محبتي الفائضة لميونغسو وجزاء لقلبي الطيب الذي لا يعرف الأذى .
أنا لستُ سيئًا ولكن قدري هو من نعتني بهذا الوصف.
إلا أن المصيبة هنا أني لا أقوى على مواجهة ميونغسو إن عَلمَ بما فعلت، وقد أقتنعُ بذلك فعلًا، بأن ذلك الوصف قد خُلق لتنعتني به الخلائق
أنت تقرأ
الشيء المفقود 3
Romance" ألفُ دقيقة صمتٍ تصرخ بحنجرتي لتُخبرني أن الجدَار الذي أسندُ عليه ثقلي، قد تصدّع" ( يكتشف ميونغسو أن هناك حلقة مفقودة بينه وبين أخيه هويا . فقسوة أخيه عليه سابقًا قد تبدلت بخوفٍ وذعر يخفياهما هويا عن الأعين لتتحول إلى كوابيس مرعبة جعلت ميونغسو يشك...
