بِروحــي فَــــتاة...
...
...
...-١٧-
مهما كنتَ صخرًا صُلبًا قوي البُنيان، لابدّ للريح أن تَحتّكَ على مرّ الزمان...
قسوة أنفسنا، قد تُضاهي ذلكَ الصخر القاسي، إما غرورًا منّا أو كبرياء، بيدَ أن لحظة احتكاكنا برياحِ الأزمات ستجعلنا نُدرك أنّ قسوتنا ما هي إلا وهمًا صنعناهُ بمُخيّلتنا وأننا لم نكن سِوى اِسفنجًا على هيئةِ حَجر..
في لحظتها، ربّما تحلو بأعيننا السنابل، فنقولُ يا ليتنا كنّا سنبلًا، مرنًا، نميلُ بكل حرّية مع هبوب النسائم بحرّيّة، وبطمأنينة كوننا سَنسلمُ من الأذى،
و يا لها من أمنية غبية فارغة التفكير! ألا نعلم أن السنابل أضعفُ من أن تصمُدَ طويلًا على مدار الفصول!! وأنّ حبّاتها الملأة داخل جوفها مُعرّضة للتناثرِ مع الهواء بنفخةِ ريحٍ واحدة على أعتابِ الشتاء، لتصبحَ تلك السنبلة وحيدةً فارغة، ومصيرها الذبول واليباس، ومن ثمّ إلى زوال!! .
المغزى من ذلك أننا في الحالتين، مواجهون لقدرنا، سواء كُنّا صخرًا صلبًا أم سُنبلًا مرِنًا، فنحن سنلاقيه لا محال!
الهروب ليس حلًا، والمراوغةُ ليست سبيلًا للنجاة، فـهاتَين الوسيلتين ليستا سوى خطّتَين مُضحكتَينِ يقومُ بها الجبناء، ليستقبلهم القدر بنهاية الطريق فاتحًا ذراعيه، مُبتسمًا، مستهزئًا، لغبائهم المُستفحل.
في الكثير من الأحيان تكونُ ثقتنا العالية بأنفسنا بالغة الحماقة، لأننا اعتقدنا بأن يقيننا صادق، ونكذب على أنفسنا بأننا سنواجهُ العقبات بعقلٍ واعٍ وقلبٍ سليمِ الحكمة، وكأنّ ما سيواجهنا سيُعرضُ علينا من خلف شاشة،...
يا للشماتة!فكلّ هذا اليقين سيتحول إلى شكٍّ
مع أول سقطةِ قدمٍ تهوي إلى القاع
وكلامنا السابق ليس إلا محضُ فراغ
و حلولنا لن تجدَ سوى التلاشي والضياع
فيذهبُ عقلنا، ونتخبّطُ في الواقع المرير، وتعتركنا الصدمات المتتالية، ليهتزّ الثبات الذي كنّا نتفاخر به.
هل كُنّا نَدّعي الشجاعة وهمًا..!
أم كُنّا نلبسُ ثوبها لنُخفي عن العالمِ ضعفنا، كَذِبًا؟!..ذرَاعي اليسرى أحطُّها فوق عيناي، مازال رأسي لم ينهض عن وسادتي، وأجفاني مُطبقة عن آخرها، أنامل يدي الأخرى تتحسس صدغيّ، أشعر بصداعٍ شديد، رأسي يَفُجُّ عليّ بقوّة، أهذا ما يحدث بعد الثمالة؟!!
يا للهول! أنا قد غبتُ عن الوعي فعلًا بعد ثالثِ كأسٍ احتسيته، هذا ما أذكر، لا بل أنا متأكد من ذلك، وبالأحرى، ليست الكؤوس التي احتسيتها بل الكؤوس التي أجبروني على احتسائها، فقد كان سونغيول يُمسكُ بذراعَي ويُقيّدهما وراء ظهري مازحًا، بينما ووهيون يسكُب الكأس في جوفي وهو يضحك...
أعلم أن كل هذا مشاكسة ليس إلا، ولكن أليسَ مُزاحهما الثقيل زادَ عن حدّه!!
أنت تقرأ
الشيء المفقود 3
Roman d'amour" ألفُ دقيقة صمتٍ تصرخ بحنجرتي لتُخبرني أن الجدَار الذي أسندُ عليه ثقلي، قد تصدّع" ( يكتشف ميونغسو أن هناك حلقة مفقودة بينه وبين أخيه هويا . فقسوة أخيه عليه سابقًا قد تبدلت بخوفٍ وذعر يخفياهما هويا عن الأعين لتتحول إلى كوابيس مرعبة جعلت ميونغسو يشك...