بِروحِي فَتاة...
...
...
...-٢٥-
حياتنا تلاعَبت بنا
فلعِبنا على أوتارِها كالدمى
تسحبُ خيطًا تُرخي خيطًا، ترفعُ رؤوسنا، تحني ظُهورنا، تعجننا كيفما تشاء
إن تشابَكت حِبالها تألَّمنا، وإن قُطِعَ الخيط سقطنا
خوفنا في كل الحالات قائم، نَمُدُّ إليها ما يَصِلُنا من قوائم، تَجذبُنا إليها وتَرُدُّنا عنها، كُنَّا ومازلنا ألعابًا، رُبِطنا من أطرافنا لتَشُدّنا وقتما تُقرّر أنّ العَرضَ قد بدأ
أُمنيتنا العظمى أن نجرؤ على النطق، بأننا نشتهي للروح أن تتملّكنا، فنتملّصُ من الحياة بإرادتنا
و جُلَّ غايتنا أن نصبحَ بشرًا...و نَتَّخذ مصيرنا بأنفُسِنا!الحياة قد حمَلت لنا ظاهرًا الغنى والرخاء، ولكنّها حمّلت فوق ظهورنا التعاسة والشقاء، إلا أنها ليست من يوزِّع لنا الأقدار، بل نحنُ لطريقنا مَن يختار، فهل يا ترى اجتزتُ الامتحان!، أم أنني سقطتُ في الاختبار!!
يُحيطون بي، يلتفّون من حولي، أشعر بوجودهم إلى جانبي، أُحسُّ بكَفّي يسكنُ باطن أياديهم، يحتضنونه بشدّة، يطبطبون عليه ليُعلموني أنهم هنا، يمسحون على شعري بحنان، يتناوبون على رعايتي والعناية بي
أسمعُ أصواتهم، همساتهم، ووهيون... سونغيول... وأحيانًا دونغوو... وأعتقد أني قد مَيّزتُ صوت سونغ كيو، ولكن ماذا يفعل الأخير هنا؟ ألم يكن غاضبًا مني ومن لورين!، هل أتى للاطمئنان علي!.. هل زالَ غضبه أم ليس بعد؟.. معه كلّ الحق، كيفَ لنا أن نتصرف بطَيشٍ مُتجاهلين أن لورين أخته، وهو ولي أمرها!..
ذنبنا، أنا و ووهيون،.. هو 'لأنه ثَبَّتَ عقد الزواج'، وأنا 'لأني لم أُلغيه' ..
ضاع حُسّ المسؤولية من أنفسنا!و لكن بعضٌ من التهوّر لا ضير فيه، أليس كذلك! وتهوري هذا كان لصالحي، ولو عدتُ بالزمن إلى الوراء لكنتُ تمسّكت بعقد الزواج هذا، ولم أدعه لدى ووهيون ليسلّمه لسونغ كيو
وثيقة ثمينة كَتلك حُرِيٌّ بي أن أُعلّقها في منتصف الجدار بصدر غُرفَتي وأُزيّنُ بها رؤيتي، مُأطّرَة بإطارٍ من الذهب الخالص ومُرصّعة بالماس أيضًاإنها أثمن عندي من وثيقة ولادتي، إنها ما تُثبت أمام الملأ أن غبيّتي هي زوجتي، وهي ما يجعلُ حجّتي قوية لأدفُنَ قطعتي السُكّر في أحضاني أُذَوِّبها بحرارة شوقي، كم اشتقتُ إليها!، ولكنها خيّبت ظني، فأنا قد شعرتُ بكل مَن أعرفهم يحومون حولي إلا هي، لم أشعرُ بطيفها مُطلقًا... سامحها الله على عنادها!، فهي لم تأتِ لزيارتي!
اهتزّت عيني النائمة عندما شعرتُ بيدٍ مُرّرَتْ على رأسي بمسحةٍ بسيطة، وقبلةٍ بريئة طُبعت على شعري، وهمهمة مُكرّرة سمعَتها أُذني
"ميونغسو!.. هيا انهض،.. افتح عينيك يا صاح، طالَ سُباتك، أترغب بأن تنام العُمر كلّه، هيــا، ميونغسو!،... فلتستيقظ!"
أنت تقرأ
الشيء المفقود 3
Romance" ألفُ دقيقة صمتٍ تصرخ بحنجرتي لتُخبرني أن الجدَار الذي أسندُ عليه ثقلي، قد تصدّع" ( يكتشف ميونغسو أن هناك حلقة مفقودة بينه وبين أخيه هويا . فقسوة أخيه عليه سابقًا قد تبدلت بخوفٍ وذعر يخفياهما هويا عن الأعين لتتحول إلى كوابيس مرعبة جعلت ميونغسو يشك...