Ch26 ⇜

284 28 211
                                    

بِروحــي فَــــتاة...
...
...
...

-٢٦-

اشتقتُ إليكِ وفاضَ الشوقُ وطاف
حُزني يُنهيني رويدًا رويدًا
و سواد الأيام من ساد في نهاية المطاف
أضحكُ ظاهرًا علّ عمري يستمر، هذا ما كنتُ أظن
بيدَ أني كلما أخلو إلى نفسي، أرى أنْ لا أحدًا قد يُنسيني هَمسي
إليكِ وإياكِ
و لا أحدًا انتشلني من تفكيري حولكِ كالطواف

استيقظتُ مُبكّرًا والإرهاقُ بادٍ على هيئتي،... أنا لم أنم من الأساس، بل نهضتُ على صوتِ أخي يناديني بأن طعام الإفطار أصبحَ جاهزًا... منذ متى هويا يحضّر الطعام بنفسه!.. ولكن بالتفكير بالأمر فهذا مُريح، أعتقد أن حياته قد بدأت بالتوهج أخيرًا، وها هو نشاطهُ الصباحي دليلٌ على ذلك، أنا سعيدٌ لأجله، حقًا أنا كذلك.

استقمتُ بتكاسل، وتوجهتُ إلى الحمام، آخذُ حمّامًا باردًا علّ سُحنتي الشاحبة وإرهاقي يختفيان، كنتُ قد وعدتُ أخي بالحياة الجميلة واللحظات الممتعة التي سنقضيها سويًا، لذا لا أريده أن يلاحظ أني ما زلتُ أعاني وأن حُزني لم يُفارقني بعد...

انتهيتُ من تجهيز نفسي، ارتديتُ ملابس العمل القاتمة، طبعًا بذلة رسمية تَدُلّ على أني رئيس مجموعة شركات قد طال غيابي عنها، وقفتُ أمام المرآة أحاولُ أن أعقُدَ ربطة عنقي، ولكنها أبت أن تُعقد، في كل مرة أراها بأنها تظهر بشكلٍ مُريع، مرّةً قصيرة ومرّةً طويلة، مرّة تكون العقدة صغيرةً جدًا وبعدها تصبح كبيرة وشاذّة للنظر، أنا محبط، محبطٌ لدرجة أني حدّقتُ بها خلال انعكاسي في المرآة بغضب، ثم نزعتها عن عنقي أرميها أرضًا بعنف وكأنها عدوي اللدود

أصبح كل شيء يزعجني، لا أصبر على عمل، ولا أُجيدُ عملَ شيء، لا أمرَ يُريحني، ولا أرتاح لحظةً واحدة، حياتي كُلُّها مُعوّقات تنغِّصُ لي عَيشي بهناء.

رميتُ ثقلي بفوضوية على الكرسي، أزفر أنفاسي الحانقة وأرمُقُ بيأس ربطة العنق المسكينة التي تجَعلكت تحت قدمي.. ولأني تأخرتُ على نداء أخي لي فقد فُتح باب غرفتي بهدوء بعد أن طرقه هويا استئذانًا، ورأسه قد أطلّ من شقّه بابتسامة صباحية لطيفة

"صباح الخير، ميونغسو"

ألقاها بمرح، ما لبثَ أن تحولت ملامحه المبتسمة إلى استغراب، يناظرني باستفسار من هيئتي المنزعجة وبحاجبيه المرفوعين عاليًا
"ما بك!... ما الذي حدث، لمَ أنتَ مُكشِّرٌ هكذا؟"

سألني وقد سار إلي حتى أصبحَ يبعدني بشبرين، بالطبع سيشعر بانزعاجي، لأني كنتُ أحاول أن أحرك فمي بابتسامة ولكني فشلت في رسم سوى انحناء شفتيّ أسفلًا، أنهيتُ غبائي باستقامتي عن الكرسي وإشاحة وجهي عنه باستياء
"لا شيء، ليس هناك شيء"

الشيء المفقود 3 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن