Ch12 ⇜

297 35 125
                                    

بِروحــي فَــــتاة
...
...
...

-١٢-

تتبدّل وقائع الأحداث بلمح البصر، وتتحول ساحة الرؤيا من معركةِ خُسران إلى احتفال انتصار
و ذلكَ...

بكلمةٍ واحدة،.. قد تكونُ عابرة وقد تكونُ مَقصودة
بموقِفٍ واحدٍ،.. قد يكونُ صُدفة أو قدر
بفعلٍ واحدٍ،.. طبيعي أو خارج عن طبيعته.

و تبدُّلها هذا، ما هو إلا حِكرًا على صاحبها
بقراره
و بلسانه الصادق..
بشجاعته النابعة من قلبه..
و بإصراره على الوصول لمُبتغاه..
باندفاعه للحياة..

...

بنطالٌ كُحلي مُمزّقٌ حتى ما فوق الرُكبة، قميصٌ قطني بلا أكمام، تتشابكُ بهِ الألوان وكأنه احتفالٌ بمهرجان الهولي الهندي، شعرٌ أشقرٌ لامعٌ مُبعثر على الجبين، ومنه خصلاتُ مُتمايلة أعلى الرأس وخلفه،

حذاءٌ رياضي أبيضَ اللونِ لا تشوبه شائبه، سلاسلٌ متنوعة تُقلّد العُنق ومجموعةٌ من الأساوِرِ الرجّاليّة ذو أشكالٍ مُختلفة تلتفُّ حولَ المعصم بترتيبٍ تام...

قرطٌ وحيد، ناعمٌ جدًا، دائري الشكل، لامعٌ مغروزٌ في شحمة الأذنُ اليسرى، على الرغم مِن بعثرة هذا الشاب وفوضته العارمة إلا أنَّ هيئته جذابة،.. وجـــدًّا..

ابتسامةُ مُراهقين، وفمٌ يمضغُ لبّانٌ ذو رائحة النعنع المُنعشة
ووهيون!... يا لكَ مِن مُشاكس!

و الألعنُ من هذا! اللافتة التي يحملها وهو يقفُ خلف الشريط الفاصل بين الوافدين والمستقبلين في قاعةِ الانتظار في المطار، ومُتَّكئٌ بمِرفقه على حافة السور الزجاجي..

رفع النظارة السوداء عن عينيه للأعلى بِطَرفِ أصبعه، ونظر إلى الفتى الغريب الصغير جانبه، والذي كان يحدّق باللافتة ببلاهة ويحاول قراءتها

~أنا أنتظر عشيقُ زوجتي المخادعة، وأُرحِّب بهما بكلِّ صدرٍ رحب، بعد اقامتهما لعلاقةٍ سريّة في منزله بأستراليا بعيدًا عن الانظار وضدّ رغبة الجميع،... أهلًا وسهلًا~

ذلكَ الووهيون كان يضحكُ باتساعٍ، بوُسعِ جُحوظِ عينَيِّ الفتى بعد قراءة هذه الفضيحة، ثم يُعاوِدُ إلى تثبيتِ نظارته مكانها أمامَ رؤيته، وإلى تحريكِ العلكة ومَضغها بنشاط، حتى أنه نفخها وفقعها على مرأى الجميع بلا مبالاة

كانت الناس تحدق به وبشكله المُلفِتِ للأنظار، وهو يتلفّتُ يمينًا وشمالًا غيرَ آبهٍ بهم، بل يرسل لهم الابتسامات أيضًا، والتحيات وكأنه من المشاهير

الشيء المفقود 3 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن