Ch16 ⇜

294 32 146
                                    

بِروحــي فَــــتاة...
...
...
...

-١٦-

~ألفُ دقيقةِ صمتٍ تَصرَخُ بِحُنجرتي
لتُخبِرَني,... أنَّ الجِدَار الذي أسنِدُ عليه ثِقَلي... قد تَصَدَّع~

فزعٌ لا يفارق استيقاظي، إثر كابوسٍ يزورني كلّ ليلة، وهذه المرّة قد باغتني صباحًا، جفلةُ عينيّ التي أوسعتها فجأة، قد أنهت ذلك الحلم المُزعج،

أرَقِي المُزمن لا يعرفُ لهجرِ نفسي طريقًا، يلازِمني مُدّةً طويلة نسيتُ بدايتها، حاولتُ النهوض عن السرير ولكني تفاجأتُ بميونغسو مُتكورٌ بجسده على الكرسي بجانبي، ضامًّا ركبتيه إلى صدره ويُحَملِقُ بي بغرابة.

منذُ متى وهو هنا!، وما الذي يفعله أيضًا!، ضيقتُ عينيّ وشقّت ثغري ابتسامة باهتة
"ميونغسو، ماذا هناك؟"

ملامحه تراقبني بقلق، وأسنانه تقضم أظفر إبهام يُمناه
"أخــي!، هل أنتَ بخير؟"

تمتم بها بخُفوت، لأُخفي اهتزَازَ جُفني السُفلي
"أوه.... آه... نعم... نعم.... أنا بخير، ما الذي جَعَلَكَ تعتقد غير ذلك؟"

جالَ بنظراته في الفراغ، ثم هزّ رأسه يسايُر كلامي
"أرجو ذلك"

عاد إلى التحديق بي ولكن وجهه الآن كان يبتسم
"صباح الخير.... هيونغ"

اتسعت ابتسامتي لهذا الطفل، وحاولتُ النهوض ولكنه أمسكني من ذراعي قائلًا
"أخي... أريد التحدث معك في أمر"

تقوّست شفتاي مُستفهمًا وعدّلتُ جلستي بحيث أصبحت قدميّ متربعة على السرير أواجهه
"أمر؟... ماذا هناك؟"

كان ارتباكه الذي يُخفيه يرافقُ هدوئه هذا، أعتقد أنه يحاول تلطيف الجو قبل أن يتكلم
" بشأن ما حدث أمس، فأنا لم أقصد ذلك، أنا فقط كنتُ.."

" أعلم ،أنت فقط كنتَ تتبع أسلوب العمل، وتفرض شخصيتك الصارمة على الجميع،... ميونغسو، ليس عليك تبرير كل شيء لي، أنتَ لستَ بحاجةٍ لذلك لأني على معرفة بِما يجول بعقل أخي"

أخفضَ عينيه للأسفل، وهمس
"إذًا، هل أستشفُّ من كلامك هذا بأنكَ لستَ مُنزعجًا من تصرفي السابق ؟"

ربّتُّ على كتفه، واستقمتُ عن السرير
"بل سعيد بتصرفك هذا، أنت الآن حرٌّ بتصرفاتك ميونغسو، ولستُ أقفُ لك على كلمة أو فعلٍ مهمًا كان، فُعلُكَ ليس خاطئ"

رأيتهُ يتنهد براحة واشراقَ وجهه قد عاد إلى سُحنته، قفز عن كُرسيه وهتفَ بمرح
" سيد هويا، اليوم سأجعلهُ يومُ راحةٍ لك، سأمنحك عُطلة تفعل بها ما تشاء، استمتع جيدًا بها صغيري هويا، ولا تهدرها بالكسل"

الشيء المفقود 3 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن