Ch18 ⇜

314 35 168
                                    

بِروحــي فَــــتاة...
...
...
...

-١٨-

*الضمير!!*

ليس سوى احساسٌ غريب، وشعورٌ مُبهم، يُرافقُ الإنسان بالخفاء، ولا يظهر إلا لدى مَن يملكون... مشاعر الحُب.

فالقاسية قلوبهم، لا يعرفون ما معنى شعور الألم الذي يرافق صحوة الضمير، لأنهم بالأساس لا يملكون ضميرًا حيًّا في أفئدتهم، بل كل ما تحتويه هي ضمائر مَيتة لا إحساس فيها ولا حياة....

الضمير الحي، لا يسكنُ في العقل، بل يحتلّ القلب ويتمدد براحة لـيستكينَ بالروح، وليعملَ شغلهُ في إيلامنا كُلّما أدركنا أننا أخطأنا بحقِّ من نميلُ إليهم،.... هو قاسٍ بحقّنا، ولكنه الوحيد الذي يجعلنا أناسٌ ذو كَرامة...

لستُ ممن يقفُ حاجزًا في طريق هَذينِ العاشقين، أو كعقبةٍ تمنعُ روحهما البريئة من الالتقاء... ولكنّي أخاف...
وخوفي هو مِن هذا الفتى الذي سيفتكُ بهذا الحب بنفسه لاحقًا، وبإرادته هو..

رغبتي الحقيقية هي إطفاء شعلة العشق بينهما بشكلٍ تدريجي قبلَ أن يبلغَ الجُرحَ بأفئدتهما حدًّا لا يطُاق، علّ النتائج تكونُ سليمة قدر الامكان،
ولكن..... هل سيكونُ ذلك ممكنًا!!، وهل تصرفي صحيحًا!.... وهل سأكونُ قادرًا على تخطّي الكوارث التي ستحلّ على لورين ما إن يعلم ميونغسو أن أبيها فعل بأخيه ما فعل؟!

مهما كان الحب كبيرًا بينهما، إلا أن ثغرةً كهذه الثغرة التي تشبه فجوة الجحيم ستكونُ حائلًا بينهما، وقد تقسمُ هذا الحب الرقيق إلى ألف شطرٍ وشطر...

هو لن يسامح!، وأنا على يقين أنه لَم يسامح سابقًا ولا حتى لاحقًا، ولكنه يتغاضى عن ذلك في سبيل لورين، وسبيل أخيه هويا باعتبار أني صديق أخيه ،.... أو أن ما يعلمه عن أبي مُجرد أنه كان أحد الأسباب الجانبية في مقتل والديه ولم يكن له يدٌ مباشرة في إراقة دمائهما، وهذا الأمر يفرق...

أما الآن!... فماذا!...... وقد ثَبتت التهمة على أبي، وأُضيفت سبعون لعنة فوقها، فهو المُخَطّط والمُنَفِّذ والسارق والسفّاح وكل عملٍ قد يتّصف بالقذارة، هو فاعله...
أتُرى سيصفحُ ابن الضحية وأخاهُ المُتّهم ظُلمًا، عن الظالم!!،... لا أعتقد... بل أنا أوقِن أنه لن يكتفي بهذا..، بل سيتبعه انتقام، ولن يرضى بأقل من ذلك، ويا ويلتي إن فعل!، فأنا أدرك ما معنى أن ينتقم فتىً كميونغسو...

هو ليس أحمقًا ليصمت، ولن ينصبّ عقابه إلا فوق رأس أختي المسكينة، أنا قد أتلقّى عقابه برحابة صدر، لأني ابنُ الظالم، وعليّ أن أتحملّ وُزرَ أبي، ولكن هي لا ذنب لها، كل ذنبها أنها أحبّت هذا الفتى الذي تقفُ خلفه وتحتمي به مني، يا ليتها تُدرك أنها تُداري نفسها بالخطر نفسه.....

الشيء المفقود 3 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن