Ch8 ⇜

333 32 198
                                    

بِروحــي فَــــتاة...
...
...
...

-٨-

*تدورُ الهمومُ بنا وندور معها، داخل حجرينِ متلاصقينِ بعلاقةٍ عشقية يُسمى الرَحَى، نُطحنُ معنا ونختلط حتى لا يكاد يُفرَّقُ بين جزيئاتنا،
نُهلَك، ولا نكاد نشعر بطعم الراحة في أوصالنا حتى يأتي مَن ينغِّص لنا عَيشنا *

أتصفّح الورقة بمقلتاي، أو بعقلي، أو بيداي، أو بقهري، وكأني أتصفح سواد الدنيا وظلام الآخرة،

واقعٌ أعماني لدرجة لم أعد أعي ما يُخطُّ بها، وبالكاد أستطيعُ تصديقها، لا أستطيع الرؤية جيدًا إما بسبب صدمتي أو الغشاوة التي أحاطت عينَي منعتني من استيعاب ما أرى

هل هذا واقع أم كابوس! فليوقظني أحدٌ ما أرجوكم.

أحاول التركيز بها باعتراكِ جفوني، أمسح عنها الغبار الوهمي ربما تختفي من أمامي هذه الحقيقة وتصبِحُ وهمًا، أو تتحول هذه الصفحة لطبقةٍ بيضاء نقية وكأنها قد خرجتَ من المعملِ حديثًا.

أحدق، وأحدق، ثم أحدق بها حتى أكاد أخترقها ويا ليت نظراتي تستطيع أن تحرقها .
همّي قد تكَوَّنَ على هيئة فتى، نقي القلب، صافي النية، ملاكٌ على هيئة بشر، صديقي ميونغسو.
وأول مأساة تشكَّلت أمامَ ناظري هي مأساته.

حياته التي ما لبثت أن هدأت وأبصرت السعادة للتو،.. حتى ظهر نذير الشؤم يلوح له في الأفق.
تعازي له ستكونُ حارَّة إن علم محتواها، أو إن كُشِفت هذه الورقة على العلن، والمصيبة الأعظم هنا، أن في زاويتها اليمنى دُوِّنَ رقم ثلاثةَ عشر، أي أنّ هذه السطور المعبئة بالمصائب تسبقها اثنتا عشرة مصيبة أخرى، والله أعلم كم تتبعها!

توقيعٌ عريضٌ بيدٍ واثقة خُطَّت أسفلها، ليتني كنتُ جاهلًا لصاحبها.. يدٌ لا يقتنع عقلي إلا بأنها نظيفة وأبعَدُ من أن تُدنِّس نفسها بهكذا مفاسد، كبُعدِ السماء عن الأرض.

كفٌّ تدّعي الطُهرَ سُحبتَ بانحناء ميونغسو لها يقبّلُّها بطاعةٍ عمياء، وخضوعٍ تام، ورضىً بنيوي، بارًا لها عوضًا عن أبيه الحقيقي الذي لم ينحنِ له ولو لمرَّة واحدة بحياته.

يدٌ لا تستحق حتى اللمس لقذارتها فما بالكم بأنها خَدعت فتىً قلبه لا يعلم سوى الطيبة، وحبُّ أخٍ لا يستحقُّ هذا اللقب.

كُلنا خدِعنا، ومِن قِبَلِ أكثرِ شخصٍ مُستقيمٍ هنا
هويا، فتى الشوارع السافل.

كيف له أن يفعل ذلك، كيف له أن ينسُبَ توقيعه على هذه الوثيقة المكتوبة هنا !!!
بل السؤال الأهم، كيف له أن يفعل الأشياء الشنيعة المدونة هنا! صحيحٌ أني لم أعهده إلا رجلًا عنيفًا قاسيًا، كاد أن يحطّم رأسي ويدحرجه أرضًا عدة مراتٍ بلحظة غضب، بسببِ زواجي من لورين، وناهيكم عن الضرب المبرح الذي تلقيته منه، ولكني كنتُ فخورًا به وراضٍ بذلك على اعتبار أنه بمثابة أخي وأنه يحمي ميونغسو، بل سامحته تمامًا اعتقادًا مني أن قهره على أخيه، قد جعله يفعل ما فعله بي.

الشيء المفقود 3 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن