Ch27 ⇜ The Last

491 29 298
                                    

بِروحــي فَــــتاة...
...
...
...

-٢٧-

في هذه الحياة أراكَ كومضة وتمضي
في مُعزل نفسي أجدكَ فيها دائمًا تقضي

يومان على قدومي إلى أستراليا، كنتُ أمكثُ فيها طوال هذه المدة في غرفتي بمعزلٍ عمّن حولي، وكأني أدفنُ نفسي في مكان خيبتي وأرثي مُصيبتي بعيدًا عن الأعين، كان سونغ كيو يتصل بي كل لحظةٍ وأخرى، صارخًا بغضب بأنه سيُبرحني ضربًا وسيكتال مني ما إن يراني لأني السبب في اختفاء لورين،...

صراحةً هي لم تختفِ!... هي تُخفي نفسها ليس إلا، فقد استفسر كلًّا من ووهيون وسونغيول من مكتب الرحلات في المطار عما إن كان اسم لورين مُدرجٌ بين المسافرين إلى أستراليا، وقد صدق حدسي بأنها قد سافرت، ولكن بعد وصولي بيومٍ واحدٍ فقط، أي أني سبقت تفكيرها وخططِها

هي هُنا، ولكن مقصدها لم يكن منزلي، وهذا ما جعلني أُجَن، إن كانت نيّتها مغادرة كوريا والقدوم إلى أستراليا فلمَاذا لم أجدها؟.. بل إلى أين كان مقصدها؟... ما غايتها من كل هذه الدوامة التي افتعلتها، والأمر الذي يجعلني أتأكد من فكرتي اللعينة السابقة والتي تودي بي إلى الهلاك أن لورين لا تُجيب على هاتفها... أي أنها لم تعد ترغب بوجودها بيننا

حسنًا!... أنا لم أجرؤ على الاتصال بها حتى الآن، بل أكتفي بتقصّي الأخبار الأخيرة من ووهيون وسونغيول، وطبعًا من رسائل التهديد التي تصلني من سونغ كيو والتي كانت كافية بإعلامي أن فتاتي لم تَعُد إلى البيت بعد، وأنهم لم يعرفوا مكانها حتى الآن

و ها قد حلّت الليلة الثالثة، وحلّ اليأس على حلّتي من جديد، جالسٌ على كُرسيٍ مركونٍ في زاوية غُرفَتي، غائرٌ به وغارقٌ بأفكاري المُظلمة كظُلمة مُحيطي، حالتي النفسية قد ساءت أكثر من ذي قبل، ومعها الصحيّة أيضًا، وعلبة رذاذ الأوكسجين قد أوشكت على النفاذ ولكني لم أُبالِ بإحضار غيرها

قد تنهمر دمعة أو اثنتين من مقلتي أثناء مُحاسبة نفسي، أحاكمها بصمتٍ شديد، وأتسلّى باقتناص الأخطاء التي ارتكبتها بحق لورين، لأعقد حاجبيّ بغضب بنهاية الأمر لأني لم أجد شيء قد يزجُّ بي بقفص الاتهام سوى أني كنتُ غير قادرٍ على الموازنة بين شعوري بالذنب تجاه أخي وشعوري بالحب تجاهها...

هذا لا يُسمّى غُرورًا، بل أنا حقًا لم أُقصّر بحقها سوى بهذه، وهذا لا يعتبر تقصير، بل يُعتبر ضَرّاء،... أليس في عُهود الزواج يتلون بندًا يقولون فيه أن الزوجين سيكونان معًا في السرّاء والضرّاء!!... أنا قد مَسّني الضُر، ألا يجب عليها أن تكونَ السرورَ في ضرّائي!، ألا عليها أن تحتويني رغم إجبار نفسي على إبعادها! .... ألا عليها أن تصبر!... لمَ أصبَحَت في ضُرِّي ضَريرة! متى كانت ضدّي مع الحياة المَريرة

الشيء المفقود 3 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن