Ch7 ⇜

305 36 119
                                    

بِروحــي فَــــتاة...
...
...
...

-٧-

سعادتنا في هذه الحياة تمرُّ تباعًا حسب أهوائنا
فليس ما يفرحنا قد يفرح غيرنا
وما نهوى ليس بالضرورة أن يعشقه سوانا
لكل منا جانبه المميز عن الآخر
وقد يكون تميزه حكرًا فقط في أعينِ من يرى جوهرنا

وما كل البشر لهم عينٌ تشابه مجهر القلب في احساسها
فهي لا تتعدى الصورة الواضحة أمامها
متغافلة عن أن هناك عالمٌ مختلف الأبعاد في كياننا
فما نخفيه أوسع دنيانًا من ظاهره
وما نجاهر به لا يتعدى نقطةٌ من
بحر الخفايا

فكلنا حفايا
والشوك يُغرسُ في أقدامنا
والشفاه تعضها أسناننا
والألم يُخبئ عن العلن
مواربًا للسقم الذي أصاب أفئدتنا
خوفًا من إظهاره فنُفتضح
فتسلبُ منَّا قصتنا قبل أن تبدأ
بتهمةِ أننا مخادعون
بيدَ أننا مَن خُدعنا
ويا ليتنا ما وُلِدنا

...

مُتربعٌ على كرسي وكأنه ملك، يتوسط الصف الأول الأمامي من المسرح الفارغ، يراقب ثلاثةَ فتيان يجاهدون في أداء أغنية مشتركة تتخللها رقصة حادة، وسيلان العرق يكاد يُغرقهم، ليس بسبب اجهادهم، بل لأن التوتر قد سرى بكل شبرٍ من جسدهم .

الرعب يحيطُ بالمكان وكأنه ليس مسرحً للترفيه، بل فيلم رعبٍ.

حالما انتهوا من أدائهم أمام ذلك الجالس برزانة لا تضاهيها شيء، ناظرهم بصمت، ينتظرهم بينما يصطفون كالبنيان المرصوص وكأنهم بذلك يستمدون حائط الثقة المعدومة من بعضهم، والتي لن تكون لها وجود ما إن يبدأ ذلك العاقد حاجبيه بخيبة مما رأى، بفتح فمه وتقرير مصيرهم.

زحفت الرعشة لأطرافهم بسبب الأعين الحادة التي تتصيد كل خطأ يركبونه، على الرغم من براعتهم، إلا أنه ذو خبرةٍ تعلو على جودة أدائهم، لم يتوقع أحدًا أنه عالمٌ بأساليب الغناء أو الرقص، بما أن عمله يقتصر على رئاسة شركة وتملكها فقط... بل لم يتوقعوا أبدًا أنه يفقه شيئًا من هذا القبيل بما أنه يوكّلُ كل الأمور إلى سونغيول نائبه.

أوامره التي يلقيها بثقة وبحدة، تجعل من أفواههم تُسدل عجبًا
* كيف له أن يلاحظ أتفه الأخطاء، وأصغرها!!*

هذا ما قيل عن رئيس شركة ليدرنيس
السيد هويا..

لم يدع هفوة ارتكبوها تفلتُ من لسانه، عدَّدها جميعها، صغيرها وكبيرها، ما خفي منها وما ظهر، ألبَسَهم رداء الفشل، من مركز رؤوسهم لأخمص أقدامهم، وأصحبها بتوبيخٍ لا مثيل له، يجعل من الآذان تُصم، ومن الثقة تنهار.

الشيء المفقود 3 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن