بِروحــي فَــــتاة...
...
...
...-٢١-
في زمنٍ اختارَ من دُماهُ فتاةً أشبهُ بالزُجاجِ هشاشةً،
لفَّ أصابعهُ على خصرها وانتشلها عاليًا إليه،
كان بودّه أن يفحَص جُودتها،
و ما إن كانت سلامةَ جُثّتها المرمرية باقيةٌ تُحاكي المِثالية،
و لكن لفرط قسوةِ يده التي حمَلتها
لم يَهتَم أن أصابعه الثخينة الغليظة كانت تُغطّي مساحةً كبيرة من جسدها،
لِتصلَ أطراف أنامله لِتُحاوط عُنقها معًا فتُخنَقُ الفتاةُ اللعبة حتى تكادُ تَلفِظُ أنفاسها الأخيرة، وتُهَشَّمُ بسهوةِ القدر المُحتّمأنا الآن اخــــتَنِق..
لا عُنقَ منتصبًا يُوصِلُ جسدي مع عقلي
أنا حُطامُ زَمَنٍ تَسلّى القدَرُ باللّعبِ بي
أنا هي مَن كانت ترسمُ طوال عُمرها أحلامًا وردية
بيدَ أن كلَّ ما خربَشتهُ بمخيلتها لم يُنتج إلا لوحةً مُشوَّهةً لواقعٍ مغموسٍ بالبَلِـيَّةتجاهلني مَن كان يُقسمُ أنه لن يُحِيدَ امتلائي عن حيِّز أحضانه، كنتُ أضعُ له أعذارًا نسجتها في عقلي الصغير حتى فاضت عن اتساعها به، لم أدرك سبب عدم ردّه على رسائلي التي تصله يوميًا بذات الساعة والثانية، بل كنتُ أتعجَّبُ ذلك وهو الذي كان يقفُ على أطلالِ رنَّتها، مُتلهِّفًا قراءتها، مُبالِغٍ بالإجابة عن عشرةٍ تُقابلها وتزيدُها عشقًا،
كنتُ أتَخبَّطُ مُشاحناتٍ مع أخي، اعتقادًا مني أنه يُمارس سلطَةَ العقاب عليه وحرمانه مني ردًّا على ما مارسناهُ من مُخالفةِ أوامره سابقًا، ولكنّ السبب الذي اكتشفته بمجهودٍ مبذولٍ مني، أن ما تخيّلتهُ كان واقعه أفظع....
كان كوقعِ لدغَة العقرب على أوصالي...
أنــــا..... ابنـــةُ قاتل... والمَغدُور هو مَن ألجأني إليه
يا وَيلتي من نسَبٍ مُشرِّفٍ لمسيرةِ حياتي!أنا ابنةُ مَن قام باغتيال مَن أنجبا زهرةَ قلبي وربيعها، ابنةُ مَن خانَ عائلة فتىً وفائي له أوصلَ من نبضاتِ قلبه المتواصلة، ابنةُ رجلٍ لا يليق به تلك الصفة، فالرجل يُدَقُّ على صدره شهامة، أما أبي فكان يستحقُّ أن يُدَقَّ رأسه بمِقصلةِ الحُكم.. يا للمهزلة، أصبحتُ الابنة التي تخجل من قول أنها من نَسبِ أبيها على الملأ.. واحسرتاه على حالي!
ستقولون أنَّ الأمر لا يستحقُّ كل هذا الأنين، كُل هذا الصراع، كل هذه الدوّامة والنواح، ولكن لو تمعّنتم في باطن الأشياء فسترونَ أن الأساس المتين قد احتوى على خطٍّ طُوليٍّ من التشقُّقِ يصل من رأسهِ لأسفله، إن ضغطنا على أعلاه فسيُفسَخُ التشقق ويتحوَّلُ إلى شِرخٍ عظيم، وينهار ما يحمله مع انهياره تِباعًا..... هذه هي حياتنا.... هذا هو واقعنا المرير...
أنت تقرأ
الشيء المفقود 3
Romance" ألفُ دقيقة صمتٍ تصرخ بحنجرتي لتُخبرني أن الجدَار الذي أسندُ عليه ثقلي، قد تصدّع" ( يكتشف ميونغسو أن هناك حلقة مفقودة بينه وبين أخيه هويا . فقسوة أخيه عليه سابقًا قد تبدلت بخوفٍ وذعر يخفياهما هويا عن الأعين لتتحول إلى كوابيس مرعبة جعلت ميونغسو يشك...