الفصل الثاني .
ظلتَ واقفة أمامه منتظرة منه أى ردّ فعل، ولكنه كان فقط يمضى على بعض الأوراق حتى تنهد أخيرًا سـانـد جسده على المقعد وعيناه عليها يفكر بشئ حتى قال وهو يضع كفه على عنقه بتعب :
- عايـز قهوة !
أفاقها مِن شرودها قائـلة : أفندم !
- قولت عايز قهوة ، إيـه صعب عليكِ!؟
قالت محاولة الإبتسام له :
- لأ خالص ، انا ماسمعتش بس ..
أكملت بتوتر :
- كنت سرحانة بس .
همس وهو يسند كفه على جبينه :" كُنتِ سرحانة!".
أكمل بصوت مرتفع نسبيًا :
- طيب بُصِ يا آنسة مريم ، هنا مفيش سرحان ماشى ؟! ، هِنا الغلطـة الواحدة بدهيه، فـاهمـة ؟
أومأت بتوتر كبير مِن نبرته العالية ، نظر لعيناها قائـلًا :
- إذ سمحتِ ، تروحى تجيبى من الكافتريـا فنجان قهوة .
أومات له : حاضر يافندم .
خرجت من غرفته وجسدها غير قادر على حملها، تلعن الصدفة التى جمعتهما معًا ، إتجهت نحو مضيفة الإستقبال قائـلة بتساؤل :
- فين الكافتريـا ؟
خرجت "نـدى" مِن مكتبها قائـلة بإبتسـامة :
- أنا راحة هناك ، تعالى معايـا .
- شكرًا بجد انا شكلى هتوهَ هِنـا .
قهقه "نـدى" على ملامح "مريـم" ، فـ قالت (ندى) وهى تمسك بمفاتيحهـا :
- بس باين إنّ أستاذ يوسـف يعرفكِ .
- معرفة وحشـة بعيد عنكِ
- إزاى ؟
قالت (مريـم) وهى تقـف بجوار (نـدى) :
- تعالى نروح الكافتريـا وانا هحكيلك .
***
رن هاتفه عدّة مرات ، مما زاد مِن حدَّة الصـداع ، تنهد ممسكًا بالهاتف يجيب :
- ألـو يـادارين، فى حاجة ؟
- لأ مش مهمة بس حبيت ...
قاطعها واضعًا أصابع يداه على مقدمة رأسـه :
- مدام مش مهمة ليه الزن ده كله !
- عادى يعنى ، حبيت أطمن عليك بس .
- خلاص أنـا بخير، ياريت ماتتصليش تانى .
أقفـل المكالمـة قبل أن يستمع لـ ردها ، فـ إبنة خـاله المصونة تعتبر ثرثارة الشخصيـة ، تُوهِم نفسها بأنها تحبه وهى عن الحب بعيدة الفِكر ، كـاد الصُداع يفتكِ به ، لقد تأخرت على جلب القهوة له ، زفـر بضيق ناهضًا ليتفقد سبب تأخرهـا .
أنت تقرأ
على مر الزمان ج١
Romanceوعن حباً أهدرهُ الزمان. --- كانت تَظُن بأنها لن تقع فِي الحب، وأنها لن تنال شرف المحاولة، وإن حاولت تجنب ذلكَ إلا بأن قلبها إنصاع جاثِياً لعيناه الآسيرتان لنفسها، هـيَّ أحبتهُ حتى وإن حاولت الكذب فعينيها تفصحان عن مابدَاخِلها ..