الِفصَـل الحـادي عَشـر مِنْ رِوايـة " عـلي مَـرِ الزمـان"- بعد التعديـل ..
**
أتسعتِ حدجتهُ مِنْ هَولِ الصدمِـة مِن كلماتها، نهـضِ من الِرمـال، قـائـلًا بصوتِ صاَرِخَ:
- إنتِ أتجننتي ولا إيـهِ!، إيهِ اللى بتقوليهِ؟.
نهضِ معهُ، وترقرقتِ العَبراتَ علي جفنها لتقول :
- أنا بحبكَ، أيهِ الغريـب فِي كده!
كـادَ أن يتحركَ ليذهبِ لسيارتهُ، إلا أنها أمسكتِ بمعصمهُ بِرفقَ قائلة:
- مُمِكن ماتمشيش!، عايـزة أتكلم معاكَ، عايزاكَ تفهمني.
كانِتَ نبرتها الحزينة مُتألمة، لتتِرُكَ مِعصمهُ، عِندما لمحتَ الإقبـال علي قسماتِ وجههُ، أقتَرِبتَ منهُ مُرِدفـة:
- عـارفة أنكَ هتقول، إيـهِ البنت المجنونة دي، أنـا أعـرِف اللي بيعترف بيكّون الشاب قبـل البنت، صح؟
أومأ لها، بتوتر ملحوظِ، لتقول بعـد أن أصِدرتَ تنهيدة من شفتيها:
- خُوفتِ يُمَر الوقت ومتكونش عـارِف، أنا ذاتِ نفسي مش مصدقة، وأخيرًا حبيتَ، الحُبِ بيجي صُدفة ويروحَ صدفة، بس أنا حبيتَ مضيعش وقتَ، أحنا هنحب كم مرة!
أضافتِ وعينيها تُراقِب ملامحهُ:
- مُمِكنْ أنتَ مش بتحبني، بس أنـا بحبكَ، عايـزاكَ تديني فُرصـة، فرصة أثبتلكَ إني أستحق أنك تحبني، لوِ سمحتَ؟
- وليهِ واثقة، إني مش بحبِ؟!
قهقه بسيطة صَدرِت من بين شفتيها، لتذرُف دموع، لتقول بعد مسحتها بكفها:
- لأني عـارِفة حكايتكَ مع والدتكَ!
شعرتَ أنهُ غضبِ ولكّونه جذّ علي أسنـانهُ، وكاد أن يترجل للخلفِ، لتمسكَ بيديهِ قائـلة:
- طبعًا أنتَ مضـايق جدًا، وعايـز تهزقني، أعمـل كدهَ، زعقلي وأقول اللي نفسكَ فيهِ، اللي بيحب بيستحمـل واللي بيحب بيشيـل الوجع من قلب اللى بيحبهُ
أكملتَ وعينيها تنِظُر إليه برجـاءَ:
- ممكنْ تديني فُرِصـة؟
وضعَ كفهُ فوق يديها، ليربتَ عليـهـا بِخفـة، قائـلًا وهُو يتأملها:
- هَدِيّ لنفسي فرصة، علشـان أنا اللي بدورَ علي الحُبِ.
لمعتَ عينيها بالدموع، لتشهق وتبكي، نظرَ إليها بفزع، ليقول بقلقِ:
- فيّ إيـهِ؟
- أصـلكَ حلـو أوي .
صرحتَ وهي تشهق، ليقهقهَ قائلًا :
- إنتِ مجنونة أوي!
أنت تقرأ
على مر الزمان ج١
Romanceوعن حباً أهدرهُ الزمان. --- كانت تَظُن بأنها لن تقع فِي الحب، وأنها لن تنال شرف المحاولة، وإن حاولت تجنب ذلكَ إلا بأن قلبها إنصاع جاثِياً لعيناه الآسيرتان لنفسها، هـيَّ أحبتهُ حتى وإن حاولت الكذب فعينيها تفصحان عن مابدَاخِلها ..