الفصـل الثـالـث عشـر من رواية عـلى مـر الزمـان - الجُزءِ الأولى.
__
وصـل "يُوسف" لشركة أسُامة، وهُو بكامل غضبهُ ووعيدهُ لـ أسامة وعلى فعلتهُ الطائِشة، ودخـل لِغُرفة مكتب أسامة بِدُون إذنً ولكنهُ لم يجدهُ، لتقول السكرتيرة بنبرة متوترة من غضب يُوسف:
- أستاذ أسامة مِش موجود ياأستاذ يوسف.
- هُو فين؟
إبتلعت لُعابها بقلق وقلبها ينِبُض بقوة من الغضب الظـاهِر على ملامِحهُ:
- أأ .. أنـا معرِفِش هُو فين، لأنهُ واللهِ ماجيهِ المكتب النهاردة و..
- أتصليلي بهِ حـالاً، وبـأي طريقة، وهفضل جوا فِي المكتب مَستنيهِ .
كانت نبرتهُ تحذِيريهَ، تهَّم بِسُرِعة وتذهب بإتجاه الهاتف وتَقُوم بإتصالاتها، دخـل يوسف مكتب أسامة وهُو يفكِ ربطة العُنق خاصتهُ، ليـرتاح على الآريكة التيَّ تُقابل مِكتب أسامة، ما علمهُ من محمد جعلهُ يود لو يبرحهُ ضرباً، هُو يعلم غـايـة ناردين، ويعلم أن هذا الجـواز سيأتـي مصائب كثيرة لـ مازن والدتهُ، ونـاردين لـن ترحم أحد. لن ترحم "مازن" بل ستودِّ أن يعلن إفلاسهُ إذ زادَ الإنتقام عن حدتهُ ..
سارتَ السكرتيرة بِبُطئ لمِكتب أسامة، حتى تخبِر السيد "يُـوسِف" بأن أسامة لايُجيب على أي مُكالماتها، ولكن قبل أن تطِرُق بَابِ المكتب أوقف كف "أسامة" وهُو يأمُرها بالذهاب لمكتبها، أطاعتها وهرولت لداخِل مكتبها تتنفسِ براحة.
عـدَّل "أسامة" هِنـدامهُ وفتحِ الباب، ليعِثُر على يُوسف يحاول أن يهديء من غضبهُ، قـال أسـامة بإبتسامِة واثِقة وهُو يتجهِ نُحو يُوسف:
- شرفت مكتبي يايُوسف.
نهضِ "يـوسف" من الآريكة وهُو بكاملِ غضبهُ، صكَ على إسنانهُ يتمالك نفسهُ بألا يُلكمِ أسامة بوجههُ، ولذلك أقتربَ مِـن أسامة فِي صلب الأمور حتى لاتدهُور الأحوال:
- أنتَ ليهَ محكتليش سبب جوازك مـن نـاردين؟
إبتسـم أسـامة إبتسـامة جانبيـة وهُو يُلمِس ذقنهُ:
- وأنتَ غضبان ليهِ، شركة الصياد اللي هتضِّر مِش أنتَ.
وهُنا وبهذهِ الكلمات، لم يتمالك يُـوسف أعصابهُ، أمِسك بجوانبِ المعطف الذيِّ يرتديهِ أسامة ويشدِّهُ بعنُف:
- أنتَ عبيط ياأسامة، هُو أنتَ فاكر اللي عملتهُ ده هتخلي نـاردين تحبك وتفضل معـاك بعد الجواز، نـاردين لو حققت مُرادها، يبقى أعتبر الجواز محصلشِ ..
وبالكلمات شعِر أسامة بأنهُ ضعيـف، يوسف على حقَ، نـاردين إذ فازت على مـازن وجعلتهُ يخسر أموالهُ، ستتـركِهُ، ولكنهُ إبتسم مُحاولاً لإخفاءِ حُزِنهُ:
أنت تقرأ
على مر الزمان ج١
Romanceوعن حباً أهدرهُ الزمان. --- كانت تَظُن بأنها لن تقع فِي الحب، وأنها لن تنال شرف المحاولة، وإن حاولت تجنب ذلكَ إلا بأن قلبها إنصاع جاثِياً لعيناه الآسيرتان لنفسها، هـيَّ أحبتهُ حتى وإن حاولت الكذب فعينيها تفصحان عن مابدَاخِلها ..