الفَصِل الثامِن من رواية "عـلي مـرِ الزمـان"- بعد التعديـل ..
****
نَزِلتَ عن طريق الشُجيرات العتيقة التي تحتِ نافذة غُرفتها، لَمِ يتوقعَ قبولها بهذهِ السِهُولة ، فَما حَدث بينهُما جعله يظُن انها سترفُضِ أن تنزِل لهُ، لاحَظتِ نظراتِ الإستغرابِ على ملامِحهُ،فَ قالتِ مُتسائلة:
- مالكَ؟، بتِبوصِ كدهَ ليهِ؟
قـال وهُوَ يحكِ مؤخرة رأسهُ:
- أستغربتَ إنك وافقتي علطول، إنك تنزلي .
نفضتِ يديها الأثنتين،ثم وضعت بعض الخُصيِلاتَ خلفِ أذُنها،قائلة :
- هتفضل واقفِ كدهَ، مِش هتقول أنتَ عايز إيه؟!.
عّضِ على شفتيهِ قائلًا:
- كُنتِ عايز أوضحلكِ حاجة.
- قـولِ .
أقتَربِ منها قليلًا مكملًا:
- سببِ إنيّ سيبتك،علشـان ..
قاطعتهُ وقد بانّ عليها الإمتعاضِ:
- أنا مِش مهتمة بالموضوع ده،و أنـا مبقتش مهتمة بكَ، أنا بحبِ أبن عمي (يـُوسِف) .
- بس هُو مش بيحبكَ.
قالهَا بنبرة حادَة لم يعيّ قولها،ولكن قولها أغضبهُ،أن توهِمَ نفسها أنها تحبِ فقط لإعتقادها أنه سيحبها، هذا مالايقبلهُ، كانِتَ عينيها تتطايِر منهمَا شرارة،الغضب،الكُرهِ،والتوترِ، قـالتِ وهي تُعدِل نفسها لـهُ :
- دي حاجة تُخصني، وأعتقِد إنك مالكَشِ دخِل فِيّ موضوع زيّ ده .
أقتربِ منها بعض الخُطوات،ليقصرِ المسافة بينهُما،شعرتِ بالحائِطَ مِنْ خلفها،إبتلعت لعُابِها بتوتر وقلقِ، قـال وهُو ينِظُر لعينيها:
- تُخصني، أنا لسـه بحبكِ يـا داريـن، لسـه بحبكِ .
كانِت كلماتهُ مؤلمـة على قلبها، عينيها الشاردِة بخاصتهُ، وقلبها الذي ينبض كـ الطَبِل، لاتعلم ، هـل هيّ سعيدة بذلكِ أم لـا، أم أنْ وقتهُ قد فاتِ لتسمعَ مثل هذهِ الأعترافاتَ ..
قـالـتِ محاولة الإبتعادِ عنهُ:
- إبعد عني يا أحمد.
ولكنه أمسكِ بمعصمها، يِعُيدها لِمكانها مرةٌ أخُرى، أشتدِّت قبضتهُ على معصمها، قائـلًا بحدة :
- إنتِ عارفة أوي، أنك لسه بتحبيني، ماتكذبيش، ولـا تبعديّ، كان الغلطِ مني البُعدِ من الأول، بس أنا عرفتِ غلطيّ، ماتوجعنيش على غلط، بندم عليه طول الوقت ، انا غلطت لما سبتك، فِيّ أكتر وقت، كُنتِ محتاجاني بس أنـا فعلًا بحبكِ .
تلألأت مُقلتيها بإرهاق، كانتِ تودّ النِطق بالكثِير والكثير، ولكنها لاتستطيع، بداخل قلبها العديد من النُدوبِ، لم تُشفى بعد، ولم يستطيع أحد أن يجعلها بخير ، تمنتَ المُوت، بـل حاولتِ، ولكن لاجدوى، هُناك سبب يجعلها مُستمرة فِيّ ذلكِ، هُنـاك أمـلًا بداخل كوخها المُظلم .. وهي لاتعلم كيف السبيل لـهُ ..
أنت تقرأ
على مر الزمان ج١
Romanceوعن حباً أهدرهُ الزمان. --- كانت تَظُن بأنها لن تقع فِي الحب، وأنها لن تنال شرف المحاولة، وإن حاولت تجنب ذلكَ إلا بأن قلبها إنصاع جاثِياً لعيناه الآسيرتان لنفسها، هـيَّ أحبتهُ حتى وإن حاولت الكذب فعينيها تفصحان عن مابدَاخِلها ..