الفصِل الثامِنْ عِشر – رِواية على مِر الزمان { الجُزِء الأول }.
وإن كان الكِذبة البيضاءِ تُغفر، لمَا تحُولت لسوداءِ عِتمة، لانجاة مِنها.
نِظرات العِتاب بعينيها أخجلتهُ، لمَّا كان على (مـازن) أن يتحدِث، كم هُو أحمق!
فكِر يُوسف بأيِّ شيء يقُولهُ، ولكنهُ لم يستطيع الكِذب، لم يستطيع أن يرى كم الخذِلان المُلحق بعينيها ويصمتَ، وإن تحدِث كِذب!
قـال وهُو يحاول أن يلتمِس من عينيها شفاعة:
- أنـا مُستحيل أتجوزِ دارين و..
- ومـازنِ هيكدبِ ليه؟
قالتها بكُل خذلان، تُطالعهُ بقلبٍا مُنكسِر الخاطِر، تُطالعهُ بِكُل حُزن بثنايا أوجاعها .. لم تصدِق يومًا بإن للحُب أوجاع تلعب على أوتارِ قلبها، لم تصدِق حتى أحدِث بقلبها ثُقب .. ثقب لامِرجع في أنسدادهُ.
- ده كان إتفاق يامريم، إلح أحمد أني أوعدهُ بيهِ.
صرخ بهِ بكُل قوة أوتيت إليها:
- أنك تتجوز دارين يايُوسف، ده الوعد!
وكادت أن تذِهب إلا أن كفهُ إمسك بمعصمها يُعيدها إلى مكانها من جديد، قال :
- آآه يامريم، كان وعد مؤقت، مكنتش مستحيل أقبل بجوازي منها، انا هتجوزكِ إنتِ!
أضاف وهُو يوضح لها:
- كُل اللي في الموضوع، أن لو عمـي رفض أحمد، هنعمل كأني هتجوزها، وهسيبها ومِش هيبقى قُدام عمي غير أنهُ يوافق!
- مِن أمتى يايُوسف وأنتَ بتخاطِر بكُل حاجة كده؟، وهُو أنت فاكِر عمك هسيبك تمِشي كده!
لكِزتهُ بكتفهُ بِعنُف، كانت ترتعشِ أمامهُ، هل حقاً الوعودِ تُنقِص، لايبقى لا وعد ولا حُلم .. قـال يُوسف وهُو يحاول أن يُهدئة:
- أنا مِعرفش أزاي أحمد يقُول لـ مازن.
ثُم أستطردِ وهُو يطُلع مازن الواقف خلفهما، يشُاهد المشهد بأعُين هادِئة:
- وأنتَ عرفت أزاي؟
حـمحـم مازن بخجل من الموقفِ، وأنهُ وبكِل صدق لم يقصد ذلك، قال وهُو يتحاشى النظِر إلى يُوسف الذيِّ يودِ أن يبتلعهُ من عينيهِ:
- كان في الشِركة الصُبح وقالي الكلمتين دُول.
- وقالك بمُناسبة إيه إن شاء الله؟
هتف بهِ بغضب، من المعروف لدى صِفات يُوسف بإنه شخصِ عصبي المزاج، لايمزح أثناءَ الجدِ وإذ تحدث أحد معهُ بإستهزاءِ لا يصمُت!
- عـادي، كانت مضايق أن عمك رفضهُ إمبارحِ، فقالي الكلمتين دُول.
نِظر ( يُوسف) إلى مريم، ليلقى بأعينهُ دموعها المُتهربة من مُقلتيها، كانت تبكي بشِدة، أمسكِ بيديها ولكنها أبعدتهُ عنها قائِلة:
أنت تقرأ
على مر الزمان ج١
Romanceوعن حباً أهدرهُ الزمان. --- كانت تَظُن بأنها لن تقع فِي الحب، وأنها لن تنال شرف المحاولة، وإن حاولت تجنب ذلكَ إلا بأن قلبها إنصاع جاثِياً لعيناه الآسيرتان لنفسها، هـيَّ أحبتهُ حتى وإن حاولت الكذب فعينيها تفصحان عن مابدَاخِلها ..