4

5K 135 4
                                    

الفصِل الرابع .

من روايـة (عـلى مر الزمان) - بعد التعديـل .

" كلما مر علينا أوقات مرحة ، كلما إشتدّ آلم الفراق فى القلب ".

"كُنّ على يقين أن هُناك من سيعتبرك أعز مايملك فلا تحزن إذ كانت الحياة مُرّه المذاق والجميع يبتعد عنك ".

رَنّ هاتفها ، إلتقطته من الطاولة وقامت بالرد عليه بصوتًا هادئ :

- إزيـك يا خالتو .

قالتها ( جميـلـة) مبتسمة عبر الهاتِف ، نظر إليها (يـوسِف) بإستفهام ، فـ من الغريب أن تهاتفهم وقد قاربت الساعة على الحادية عشر مساءًا .

قالت (جميـلة) وهى تُطالِعّ (يوسِـف) :

- أيـون قاعد جمبى ، هدهولك حالـًا .

أعطته إيـاه دون أن تخبره بشئ، إشتدّ على فَكـه بعنف ولكنه هادئ بعد أن سَمِعَ صوت خالته الهادئ :

- إزيك يا يـوسف ؟

- الحمدلله كويـس وحضرتكِ؟

- الحمدلله على كل حال ، ممكن تسمعنى من غير ماتقاطعنى ؟

نـظـر لـ (جميـلة) ثم قـال بصوته الخَشِنّ :

- أتفضلِ .

تنهدتَ قائـلة :

- مـازن ، محدش عارف مكانه وأحنا محتاجينه يايوسـف ، أنتَ الوحيد القادر تجيبه ، لسه منسيش "كارمن" ومش راضى يرجع مصر وكل الأملاك هتروح ..

قاطعها متمتم :

- لـ نـارديـن .

- عارفة إنك معها وفى صفها ، بس أنت الوحيد اللى ممكن تفهمنى ، أنـا عايزة أبنى بس ده اللى عايـزاهَ .

- طيب ، أنـا هخلص الصفقة الأخيرة مع الأتـراك وهسافر له .

- ربنا يجبر بخاطرك زى ماأنت علطول بتجبره ليا .

أغـلق الهاتف وأعطاه لـ (جميـلة) التى لاحظت نظرته الحزينـة ، علّمت منه ماحَدّثته (رانـا) معه، تنهدت بحزن وقد أصابها الضِيق:

- كارمن ، كانت عملة زى حتة من الجنة ،مشفتش واحد بيحب واحدة زى مازن كده ، ده كان بيعشقها اوى ، بس ربنا أفتكرها بدرى ، أفتكرها وهما كانوا هيتجوزوا .

رأى عيناها تمتلأ بالدموع ، عانقها وبدأت بالبُكـاء ، موتها لم يكن هينّ على الجميع ، ماتت طريحة فى المشفى ، ماتت من ورم خبيث (السرطـان) ولم يكن من المتوقع أن فى الليلة التى تسبق زفافهما سيغشى عليها والدم يسيل من جسدها ، مريضة سرطـان دم ، أنه الوحيد الغير قادرين على السيطرة عليه ، يجرى فى دماء المريض حتى يملأ كل خلية بها .. كان الله فى عون كل مريض بهذا المرض ..

-----

واضع يداه حول رأسـه خافضًا إيـاه ، والدموع قد ملأت وجهه ، من يراهَ الآن يحزن عليه ، لم يعثر على أحد بجانبه بعد وفاتها وكأنها لم تكن ..

على مر الزمان ج١حيث تعيش القصص. اكتشف الآن