الفصـل الثـالث من على مر الزمان .
وصلتَ (مـريـم) للعمـل مبكرًا ، إنتبهت لـ كّونه لم يآتى حتى الآن وقد تجاوزت الساعة التاسعة صباحًا ، وضعت كفها على جبينها تفكـر بهَ وملامحه الشرقية الوسيمـة ، لم تنتبه لوجوده امامها يتآمل حالها وإبتسم وبدأ يحمحم لها حتى تستيقظ من شرودها ، وعندما إنتبهت له قالت هامسة لنفسها :
- حتى وأنا سرحانة بشوفك !
- أفنـدم!
قالها بتعجب لتنهض بإنتفاض قائـلة بتوتر :
- لأ ماتاخدش فى بالكَ .
- طيب ، روحى هاتى قهوة
- على الصبح ؟!
رفع أحدى حاجيباه بتعجب من ردود أفعـالها ، فقال وهو يتجه نحو مكتبه :
- على ما أعتقد أنك تنفذى اللى بقولـه، مش تناقشينى !
- أسـفـة يا أستاذ يوسـف بس ..
قاطعها واضعًا نظارته على عينيه :
- مفيش بس ، ياريت القهوة تيجى حالًا .
- حاضر .
قالتها بإستسلام ، ذاهبة نحو المقهى ، إتجهت نحو النادل قائـلة :
- فِنجان قهوة لـ أستاذ يوسِف !
- حاضر يا فندم
قالت له قبل أن يذهب ليحضر القهوة :
- بلاش فندم دى ياريت، خليها آنسـة مريم .
إبتسم لها مردفًا :
- حاضر ياآنسة مريم .
جلست على إحدى المقاعد ،أسندت كفها على جبينها تراقب الجالسين ، إنتبهت لـ وصول شـابة لايبدو عليها الكُبر ، خمنت بداخلها عن عمرها ، حسب مظهرها ، مخملية البشرة ،عيناها بنية اللون وشعرها أسود حريري الشكل قامت بإسداله على ظهرها،ترتدى فستانًا طويل يصل لـ ركبتيها بلون الأبيض ، سمعت بعض الأشخاص يتهامسوا عليها بـ"دارين"، زمت شفتيها قائـلة بهمس :
- حتى هِنا مش بيبطلوا نميمة ! .
- أتفضلِ يا آنسة مريم .
أخذت "مـريـم" فِنجان القهوة منه قائلـة بهمس بتساؤل :
- هى مين دارين دى ؟
- آآه دى تبقى بنت خال أستاذ يوسـف ، بس بينى وبينك بلاش تتكلمى معها روحها فى مناخيرها علطول .
أومـأت له ثم قامت بسؤاله :
- وأسمك الكريم إيـه؟
- محسن ياآنسة مريم .
- شكرًا يامحسن تعبتك معايا .
- ولايهمكِ .
....
أمسكت بـِ فنجان القهوة بحذر حتى لايسقط منها ، فتحت الباب بعد أن سمعته يستأذن لها بالدخول ، رأت "دارين" تنظر إليها من أسفل إلى أعلى ويبدو علي وجهها الإمتعاض، أنخفضتَ واضعة فنجان القهوة لـ "يـوسـف" قائـلة بتساؤل وقد ظهر التوتر على ملامحها :
أنت تقرأ
على مر الزمان ج١
Romanceوعن حباً أهدرهُ الزمان. --- كانت تَظُن بأنها لن تقع فِي الحب، وأنها لن تنال شرف المحاولة، وإن حاولت تجنب ذلكَ إلا بأن قلبها إنصاع جاثِياً لعيناه الآسيرتان لنفسها، هـيَّ أحبتهُ حتى وإن حاولت الكذب فعينيها تفصحان عن مابدَاخِلها ..