الفصل السادس.
من روايـة ( على مر الزمان) - بعد التعديـل .
زفرت (مـريـم) بضيق جالسة تُنَظر كلاهما ، يبدو علي ملامح الشخص الآخـر الخوف أو هذا ماتراهَ منه.
وضعت كفها على وجنتها وفضلت مراقبة الوسيمان، لعل يعطف عليها (يوسف) لتجلس بجانبهما تستمع لـ حديث كلاً منهم .
...
قـال (يـوسِفَ) وهو يفك أزرار المعصم بضيق:
- مروان! ، بطـل تكذب وقول فين مكانه؟
تلجلج فى كلماته الأولى ولكنه انتهى من قلقه بعد أن سمع كلمات (يوسف):
- متخفش ، نـاردين مش هتعرف حاجة.
أبتلع لُعابه بصعوبة متنهدة ثم أمسك بـ ورقة وقلم وبدأ بِكتابة العنوان، أعطاهَ لـ (يوسف) قائلًا بحذر:
- أوعى تقول إنك قابلتني ، أنت عارف ناردين هتعمل فيا إيـه!.
وضع كفه على ظهر(مروان) قائلًا بابتسامة جانبية :
- تمام!
قـالها ببرود ثم وقف مُشيرًا إلى (مريم) بالوقوف وأن تتبعه، وقفت بعد أن ضَمتِ شفتيها بإحراج فقط طالت شرودها بالنظر في ملامحه .
تابعته فى السير وكان فقط يُعدِل هندامه الذى تبعثر من جلوسه مع الشخص الغريب عليها، ابتسمت بدون وعى وهى تُطالع مظهره ، أنتبه لها قائلًا بتعجب:
- فى حاجة ؟
- لا
قالتها بسرعة وقد فاز فى إحراجها للمرة الثانية، تُريد لعنه ولكن كيف لهذا الجمال أن يلعن مهما كانت أفعاله ، ملامحه الهادئـة والتي تعطيه طابع الرجل القاسي ذو المعاملة الغير حَسِنَة ليست تنطبق عليه، فـ مهما كان هو رجُل وهى إمراة رأت فيه فـارِس أحلامها .
تساءلت وهى تُجاريه فى السير :
- هنروح فين؟
- مش شغلكِ.
عضتَ على شفتيها بضيق وحسرة، فـ لازال الحجر لايُريد اللين ، ولكنها اقتربت منه بسرعة تجاوزه حتى أصبحت أمامه، توقف على السير قائلًا بحدة:
- فى إيـه؟
- في أنا مش عارفة نروح فين ؟
- وانأ قولت أن ده مش شُغلكِ .
قالت بنبرة أعلى من نبرته:
- لا ده شغلى تحديدًا، رجلى على رجلك وأعرف المكان أيه هو ، لـ أحسن مار وحش .
قالت جملتها الأخيرة وهى تَضُمِ ذراعيها ببعض وناظرة للجهة المُعاكِسة له، ولكنه لم يهتم بـل سـار من جنبها قائلًا:
- مش محتاجكِ ، أرجعى الأوتيل !
اتسعت عيناها صدمة من كلماته، نظرت له قائلة:
أنت تقرأ
على مر الزمان ج١
Romanceوعن حباً أهدرهُ الزمان. --- كانت تَظُن بأنها لن تقع فِي الحب، وأنها لن تنال شرف المحاولة، وإن حاولت تجنب ذلكَ إلا بأن قلبها إنصاع جاثِياً لعيناه الآسيرتان لنفسها، هـيَّ أحبتهُ حتى وإن حاولت الكذب فعينيها تفصحان عن مابدَاخِلها ..