- الفصِل السابع عشـر -
مِنْ رِواية
" علـى مر الزمـان".
- أنا مُتفهمـة أفعالك يايُوسفِ يابني، أنا فهمت أنا ليهِ خليتكُم تكِرهُوني.
أكِملت وهى تنِظُر لـ جميلة بأعُين مُتلألأة:
- أسبابي تافهة، لمَّا أبوكمِ مات .. مَكُنتش هقدِر أتحمل المِسؤلية، كُنت خايفة أخليكُم تكِرهُوني لما تلاقوني مش عارفة أعمل أي حاجة، بالرغم من أن وجودي كان هيفرق معاكم.
وجهت حدِيثها لـ يُوسف:
- أنا عمـري ما أعتبرت نفسي أمِ ليُكم، كُنت حاسِة أن رانا هتاخدِ حيز كبير في قلبكم، وكنت بكدِب نفسي، وأقول أنا أمُهم أكيدِ هيحِسوا بالغُربة ويطالبوني بوجودي .. بِس محصلش ..
أبتسمت بِسخُرية على نِفسها، وهى تبكي حدِيثها يؤلمها قبل أن يؤلمهم أكِملت وهى تفرُك بكفيها:
- يوم ماعرفِت بِحُبكِ لـ كرم، خُفت عليكِ .. لأول مرة أخاف عليكِ وأتصرف تصرف غبي لما قررت أخليهِ يتنقل لأمريكا..صِمتت وأكملت بِبُكاءِ: مُكنتش فاكِرة إنك هتتأثري بكِده، مُكنتيش اعرف أنك بتحبيهِ كدهِ، كُنت أنسانة أنانية أنا عارِفة بس أنا أمُك ولأول مرة أخاف عليكِ ..
- كُنت خايِفة أنك تبعدي وتتعبي من حياة الفُقرا اللي كان عايش فيها، بس تعبكَ آثِر فيا، حسيت أني مكاني مِش وسطِكم، رانا خدِت مكاني في قلوبكم .. زي ماخدِت مكان في كُل حاجة، وكُنت فاكِرة أنك هتفضل تحبني يايُوسف حتى بعد غيابي، مُكنتش أعرف أني ببني سُور مش هيتهدِ أبدًا مابينا، كُنت دايمًا لما أرجع من السفر وأجيلك، وتقفل البابِ في وشي .. بسأل نفسي بدل المرة ألف .. أنا غلطت في أيهِ.. أنا زيِّ أي أم كُنت أتمنى الاقيك بتتصل بيا وتطُلب مني أجي أعيش معاكم تاني .. بس كنت بضحك على نفِسي.. لأني كنت وجعاكُم وانا معرِفش ..
تساقطِت دُموعها على كِفيها، لتنِظُر لتجاعيدِ كفيها:
- قُريب هتتجوزِ يايوُسف بـ مريم.
نِظِرت لهُ بإبتسامة وملامِحها لاتِخلُو من الحُزِن الشديد:
- وأنا هفرحلك أوي .. مريم إنسانة كُويسة وتستاهلِ إنك تبقى معها.
ثُم نقلت بِصرها لجميلة التيِّ بالفعل تبكي :
- أنا عُمري ماكِرهتك ياجِميلة، بس أنا كأي أمُ عمري ماهقدِر أكرهَ حد خلفتهُ، بس بننسى واجبنا أوقات .. وأنا اسِفة أوي .. بجدِ آسِفة.
عانِقتها جميلة قائِلة وهي تُربت على ظهر والدتها:
- الماضي بيتنسي وأحنا علطِوُل بنتمنى وجودكِ في حياتنا ياماما، عِلطُول بنبقى حاطِين أمل على رِجوعك لينا، أحنا اللي آسفين على الأمل اللي أنتهى بخيبة .. إحنا اللي أسفين..
أنت تقرأ
على مر الزمان ج١
Romanceوعن حباً أهدرهُ الزمان. --- كانت تَظُن بأنها لن تقع فِي الحب، وأنها لن تنال شرف المحاولة، وإن حاولت تجنب ذلكَ إلا بأن قلبها إنصاع جاثِياً لعيناه الآسيرتان لنفسها، هـيَّ أحبتهُ حتى وإن حاولت الكذب فعينيها تفصحان عن مابدَاخِلها ..