الفصـل الثاني عشر من رواية علي مر الزمان - الجُزءِ الأولى.
__
كانَ سؤالها يخَطُر علي بالهُ إجابتها، كيف حالها ياتُرى؟
هل هيَّ بخير، ولماذا لم يراها فِي أحلامهُ حتى الآن؟
هل هيَّ حزينة منهُ، ام غاضبة منهُ.
إبتسم للسيدة إبتسامة حانِية وربتَّ علي كفها الذيِّ إمتلأ بالتجاعيد، قائِلاً لها وهُو ينظِر إليها:
- هيَّ مقالتليش السبب، بَسِ هحاول أخليها تيجي.
إشتدِّ هيَّ علي كفهُ، وعينيها مليئتان بالدِمُوع:
- طمنيَّ، أنا عارفة بنتي مُستحيل تعمل كدهَ، مُستحيل تسيني وماتجيشِ ليا، باللهِ عليكَ قُولي .. ليهِ ماجتش ليا، هُو أنا ماوحشتهاشِ!
كانت نبرة الآلم تنبعثِ من شفتاي السيدة بقهر، إبنتها الوحيدة لاتُريد رؤيتها والفكرة بحدِّ ذاتها آلمَّتها، ولكنهُ قضمَّ شفتيهِ مُحاولًا بأن يعثِرُ علي جُواب لها، هل يكّذبِ عليها أم يُخبرها بالحقيقة!، وهل ستتقبِّل السيدة وفاة إبنتها بصدرِاً هادئ أم سيحدُثِ لها مالايحمُد عقباهَ.
- وزيِّ ماهقولك تاني، هيَّ كويسة بس هيِّ مشغولة أويِّ، آسف لو كُنت نفسك تشوفيها، أوعدك قُريب جدًا هتشوفيها.
إبتسمتَ لهُ وعينيها تبِكيان، أما بداخلهُ يلُوم نفسهُ علي الكذبِ، ويـلُوم لِسانهُ على الوعدِ وهُو يعلم أنهُ صعب تنفيذهُ بل مُستحيل .
__
نظرتَ (مريـم) لساعة مِعصمها، لـترى بأنهُ موعد وُصول (يوسف) للمكتب، ولكنهُ لم يـأتي، ليقاطِع شِرُودها وصولهُ، وَوِقوفهُ أمام مكتبها بالتحديد، إبتسم لها وهيَّ فقط شردَّت بهِ، وبإبتسامتهُ التيَّ تُزيد طبَّل قلبها.
- صباح الخير.
- صباح النُور.
قالتها وهيَّ تسندِّ ذقنها على راحةِ كفها، وإبتسامتها التيِّ تُنير وجهها، حمحمة قطعت تأمَلِها بهِ، وكان (مُحمد) من فعلها، ناظرتهُ بإستنكار لفعلتهُ، ليخجل من مافعل، وهُو يشد على (يوسف) ليِحُادِثهُ فِي أمر ما،دخـل يوسف المكتب وخلع معطفهُ وضعهُ على المقعد الخاصِ بهِ، ليِناظرِ محمد بإهتمام ليعلم منهُ الأمر الهام:
- مالك مضايق أوي كده؟
- الحَرب باين هتظهر في شركة أبن خالتكَ!
عقد حاجبيهِ بعدِم إستفهام، ولكنهُ تذكر أمر زواج أسُـامة من ناردين، ليقهقهَ بهِدُوءِ:
- قصدك على مُوضوع جوازِ أسامة وناردين!
إتسعت حدقتا محمد بصدمة قائلاً:
- وإنتَ كُنت عارف؟!، أنتَ فاهم قدِّ أي الموضوع ده هيأثر فِي الشركة؟
وعـادَّت الحيرة ترتَسِم من جديد علي وجههُ، مُتسائلاً ماعلاقة زواج أسـامة من نـاردين، بأمر شركة الصياد بأكملها:
أنت تقرأ
على مر الزمان ج١
Romanceوعن حباً أهدرهُ الزمان. --- كانت تَظُن بأنها لن تقع فِي الحب، وأنها لن تنال شرف المحاولة، وإن حاولت تجنب ذلكَ إلا بأن قلبها إنصاع جاثِياً لعيناه الآسيرتان لنفسها، هـيَّ أحبتهُ حتى وإن حاولت الكذب فعينيها تفصحان عن مابدَاخِلها ..