16

3.6K 97 7
                                    

- الفصِل السادِس عشـِر -

منْ رِواية.

{ علـى مـر الزِمـان}.

كانْ "يُوسف" يُراقبِ حرِكات مريم الفُوضوية، والتيِّ يعـلم سِببها؛ فهـى تُريد أن تعلـم الحُوار الذيِّ دارِ بينهُ وبين "أحـمـد ودارين"، ولكنهُ لايرغب بإن تعلم الأمر .. فِهُو حتى الآن يُفكرِ بالأمر ويرى بإنهُ غير صائِب لهُ، وهُو يعلم بإنها ستنزعجِ وهي تعلم بإنها خطِة بديلة فـي حين رِفض عمهُ زواج دارين مِنْ أحـمـد

فِي البداية .. رِفض يُوسف الخطِة ولإنهُ يعلم إذ فشِلت فإن عواقِبها وخيمة عليهِ وعلى مريم، وضع كفهُ على شعرهُ وهُو يحاول إيجاد حِل بديل، أغمِض عينهِ وهُو يتمنى بداخلهُ أن يوافقِ عمهُ على الزواج ..

لاحِظت مريـم شُحوب وجههِ يُوسف، وأنهُ يخفض عنقهُ ناظِراً بخيبة للأوراق التيِّ أمامهُ، نهضتِ من مقعدها لتطُرق باب مكتبهُ وتدِخُل، جِلست أمامهُ قائِلة بنبرة حانِية:

- أعتقد إن كلامك مع أحمد ودارين تعبك أكتر

إبتسم لها ولكن إبتسامتهُ كانت باهِتة ومُرِهقة، خائِف من رد فعلها إذ علمت بالأمِر، خائِف من شجار عواقبهُ لن تكُون لصالحهُ أو لها، وهُو لايُريدها أن تبتعد بعد أن شعر بالراحة لوجودها فِي حياتهُ، عـدل من هنِدامهُ ثُم رفع نظارتهُ الطبية، هتف:

- لأ بالعِكس مِش تعبان .. بِس الشُغل مُنهك أصلاً.

كِذب وهُو يعلم بإنهُ ملامِح الكذِب تعرفها مريم، ولكنها تفهمت، تفهمت صمتهُ ورغبتهُ المُمتنِعة عن الحدِيث، لتِقُول:

- طيب، أعملك فنجان قهوة؟

هِز رأسهُ نافيًا، لتعبِس من رفِضهُ، ليقُول بعد أن لاحظِ عُبوسِ وجهها:

- عايـز أطمن على جميلة .. علشان كده مِحتاج أروح البيت.

كلماتهُ آثرت بداخلها الغرِابة، هى لاتعلم عن أمر جميلة..

قطبت حاجبيها بإستفهام مُرِدفة:

- مالها جمِيلة؟

تذِكر "يُوسف" بإنهُ لم يُحدِث مريم عن إغماءِ جميلة قِبل زفاف "أسامة وناردين"، شِعر بإنها ستنزعجِ منهُ حين يُخبرها ولكنهُ في هذهِ النقطة لن يكذِب عليها .

- هي تعبانة من أول إمبارح علشانـ ..

قاطِعتهُ:

- تعبانة بقالها يُومين!، إزايّ تنسى تُقولي الموضوع ده يايُوسف؟

- نسيت يامريم.

قالها بآسفِ ونبرة مُرهِقة، لتِستقبل الأمِر بإنزعاج ومِضض قائِلة:

- طِيب .. سلملي عليها.

وقبل أن يُقول أي شيء يُظهر موقفهُ، غادِرت المكتب، شِعر "يُوسف" بالغضب من نفسهُ ولكنهُ حدِث نفسهُ بإنهُ نسى وهذا عُذِر كافي بإلا تنزعج منهُ على الأقل، ورحِل مِنْ الشِركة دُون أن ينُظر لها أو يُخبرها، كان عِقاباً لنفسهُ قبل أن يكُون عقابً لها .. ولكنهُ حقاً لايفهم ما الذيِّ أزعجها، هُما لازال في بداية عِلاقة لا يعلم نهايتها، ولكنهُ لايُريد أن يختنق من الإلتزامات الاولية في أي علاقة..

على مر الزمان ج١حيث تعيش القصص. اكتشف الآن