الفصل الأول /7

7 1 0
                                    


فتح زين باب شقة يوشيدا ليدخل إلى المنزل الذي ساد الهدوء عليه بالكامل، أغلق الهاتف وهو يصفر باستمتاع ليتقدم نحو المطبخ حيث ملأ الإبريق الكهربائي بالماء عن آخره ليشغله وما لبث أن سلك طريقه نحو غرفة النوم، فتح باب غرفة صديقه ليدخل مضيئا المصابيح ولكنه وقف ينظر باستغراب إلى الغرفة الفارغة التي لم يمسها إنسان طوال الليل بلا شك، أدار النظر حوله قائلا باستغراب

-أين هو؟

والتفت نحو الغرفة المقابلة ليتقدم فاتحا بابها ومضيئا المصابيح ولكنها لم تكن تختلف ولو قيد أنملة عن صاحبتها، تنهد زين بتعب وتقدم عائدا نحو المطبخ ليطفئ الإبريق وتناول هاتفه ليطلب رقم يوشيدا ولكن الجواب جاء بتلك الرسالة معلنة أن الجهاز المطلوب مغلق، أنزل زين الهاتف لينظر إليه ليقول محدثا نفسه

-أيعقل أنه قد ذهب إلى المحطة؟

ورفع نظره نحو ساعة الحائط التي أشارت للعاشرة فأردف

-هذا منطقي، فقد كان لديه الكثير من الأعمال البارحة، حسنا لنرى

واستند على الحوض خلفه وهو مشغول بطلب ذلك الرقم حيث استمع لرنينه دقيقة قبل أن يتهادى صوت موظفة الاستقبال قائلة

-مرحبا آكي معك كيف يمكنني مساعدتك؟

-أريد أن توصلني بمكتب يوشيدا آيزونهو لو سمحت

-آسفة يا سيدي ولكن السيد آيزونهو ليس في مكتبه

هذه الجملة رسمت الحذر على وجه الشاب ليقول

-ألم يأتي؟

-لا يا سيدي ليس بعد، أتريد أن أترك له رسالة عندما يصل؟

-لا شكرا

وأغلق الهاتف وهو واقف مكانه فيما علامات الشك الحذر تملأ عينيه وهو قابض على الجهاز بيده واضعا إياه تحت ذقنه، لِم ينتابه شعور سيء جدا؟، يوشيدا كان يعرف أنه سيأتي إليه اليوم لأنه أخبره بذلك البارحة، صحيح أنه أخبره أنه سيأتي لإزعاجه في السابعة ولكن هذه بمواعيده العاشرة، لذا أين يمكن أن يكون قد اختفى هكذا؟، لقد أكد له عندما كلمه أنه سيعود مباشرة إلى المنزل لينام لذا أين هو بحق السماء؟، ولِم هاتفه مغلق بهذه الطريقة؟، ما الذي يفكر به ذلك الشاب؟، أو بالأصح ما الذي حدث له؟، طرق ذلك السؤال رأسه بقوة كبيرة وجرس الإنذار يرن داخله، هناك شيء خاطئ في هذه المعادلة، ولكن ما هو؟.

أغلق كاتوري ذلك الملف ليرفع نظره نحو ضيفه قائلا بابتسامة

-أرجو أن تكون قد قضيت ليلة هادئة يا سيد آيزونهو

راقب يوشيدا مضيفه وهو جالس على تلك الأريكة في مكتبه فيما وقف آيهاو بجوار الباب ليتابع الرجل قائلا

-تفضل يا سيدي لا يجوز ان تبقى واقفا مكانك

رسمت هذه الكلمات ابتسامة ساخرة على وجه يوشيدا الذي تقدم ليأخذ مجلسه على الأريكة المقابلة له ليرفع عينيه نحو مضيفه قائلا

سلسلة الأسياد-الجزء السادس-سادة الأرضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن