إن الإحساس الذي يملأ عقل زين من ضرورة تمتعه بصفات الزجاج الخمسة دفعت به إلى جعل هذه المادة هي المادة الرئيسية التي دخلت في تصميم كل ناحية من نواحي منزله، فالمنزل الذي استقر في ضاحية هوكوتو الشرقية لطوكيو يتكون من طابق واحد على مساحة مئة وخمسين متر مربع وهو محاط بحديقة تعادل هذه المساحة غصت باللون الأخضر المزخرف بالالوان المنوعة في كل ناحية، فمن البوابة الرئيسية يمتد طريق وسط الحشائش الخضراء من الأحجار المصقولة المزخرفة يمر عبر الحديقة حيث تستقر نافورة صغيرة على الجهة اليمنى منها وبجوارها عدة مقاعد من الخيزران، ويقسم هذا الطريق إلى قسمين قبل الباب الرئيسي حيث يقود الاول إلى المنزل والآخر يؤدي مباشرة إلى المرآب الذي استقر في الجهة اليسرى، فيما يستقر حوض سباحة متوسط في الجهة الخلفية من الحديقة، أما المنزل فيتكون من ردهة استقبال صغيرة في البداية تقود مباشرة إلى صالة الجلوس والمطبخ ومن الجهة المينى يقود رواق إلى القسم الداخلي الذي احتوى على غرفتي نوم مع حمامين مرفقين بهما، فيما يطل باب المكتب الخاص على الصالة والجهة اليسرى عبارة عن باب زجاجي يطل على الحديقة الخلفية وحوض السباحة، ومن يدقق النظر جيدا في المنزل سيرى أن العنصر الزجاجي موجود في كل مكان، فبدءا من الفواصل المختلفة بين المطبخ والصالة، إلى الباب الذي يقود للقسم الداخلي، والتماثيل العديدة إضافة إلى النوافذ الكبيرة في المنزل، لا أحد سيتمكن من تجاهل ذلك الأثر الذي يلمح بوضوح شمس تموز.
راقب زين بعينيه صفحة بريده الإلكتروني التي استقرت على شاشة الحاسوب أمامه وهو جالس على مكتبه فيما سماعة هاتفه المحمول السلكية على أذنه وهو يتحدث بالانجليزية
-يمكنني أن آتي إليك إن أردت
وهنا تهادى لسمعه ذلك الصوت الذكوري الساخر قائلا
-لا شكرا أفضل أن تبقى مكانك وأن ترسل إلي المقالة على البريد الالكتروني
وهنا قال الشاب مستفزا محدثه
-وهل أنت خائف مني لهذه الدرجة؟
فأجاب رئيس تحرير الواشنطن بوست وهو جالس على مكتبه
-أنت منبر متنقل للفضائح زين، و شكرا، أنا لا أرغب بتواجد شخص مثلك بجواري
فقال الشاب باستمتاع
-وما الفرق بيننا يا كول؟
-الفريق أنني جهة رسمية منظمة
-وأنا صحفي منظم واسمي مسجل في اتحاد الصحفيين
-آه حقا؟
-بالطبع، وفي الوقت الذي تقوم أنت فيه بانتقاد السياسيين الأمريكين أنتقد أنا اليابانيين، وأنت تقوم بهذا من واشنطن فيما أقوم أنا به من طوكيو
-يا له من فرق شاسع
-ثم أي منبر للفضائح هذا؟
طرح الشاب سؤاله باستنكار ليجيبه كول رايكول باستهزاء
أنت تقرأ
سلسلة الأسياد-الجزء السادس-سادة الأرض
Aksiعندما تكتشف أن كل ما عشته حتى الآن في عالمك الوديع ليس سوى مجرد كذبة ملونة والأسرار التي تختبئ خلف ظهرك قادرة على أن تقلب حياتك مئة وثمانين درجة والأفكار التي كنت تعتنقها قادرة على أن تدفعك لتقود أكبر ثورة في تاريخك وليس تاريخك وحدك بل هو تاريخ ال...
