الفصل الثاني /4

4 1 0
                                    


مد آدم كوب النسكافيه لنيشان قائلا

-سيساعدك هذا

تناول الشاب مشروبه بصمت وهو جالس على إحدى الأرائك التي استقرت على شرفة شقة برج خليفة ليجلس آدم بجواره قائلا بجدية

-ما أعتقد أن عليك أن تفعله ببساطة هو أن ترمي شوارل من هنا

مع هذه الجملة رمقه نيشان بلوم ليقول

-أأذكرك بمن اتصل به؟

وهنا تنهد بتعب سيطر عليه اليأس مجيبا

-لا لا تفعل

ضحك نيشان باستمتاع وهو يستمع لتلك النبرة، فالشيء الوحيد الذي يجعل هذه الأيام تمر بشكل طبيعي هو الجلوس ومشاهدة تلك المشاحنات العديدة والتي لا تنتهي بين آدم وشوارل، رفع كوبه ليرشف منه فيما راقبه آدم بصمت لدقيقة قبل أن يقول بهدوء

-كيف أصبحت الآن؟

ساد الصمت على المكان برهة ونيشان يفكر في الإجابة التي يفترض به أن يجيبها فيما عاد آدم ليقول

-بم تفكر في هذه الأثناء يا نيشان؟

أدار الشاب نظره نحو رفيقه ليقول

-أأقول لك الحقيقة؟

-هذا ما أريد سماعه

ضغط على الكوب بين يديه بقوة محاولا استعارة دفئه دون أن تنجح هذه المحاولة في كبت الرجفة التي ألمت بصوته عندما أجاب

-بِم يخطط أليساندرو لفعله

أجبرت هذه الكلمات الدهشة على اعتلاء وجه آدم فيما تابع نيشان الكلام

-ما الذي يخطط له الآن؟، فأنا واثق أنه لم يقرر ترك الراية والاستسلام بهذه السهولة لا سيما أنه الآن قد عرف بما حدث على الجرف، وعرف أنني لا أزال على قيد الحياة دون أن تنجح محاولته الأخيرة في تحقيق هدفها المرجو، لا بد أنه يضع خطة جديدة ليدخلني إلى جحيم آخر دون أدنى شك

-أنا لا أظن هذا

-ماذا؟

-كما سمعت، أتعرف من يتولى أمر أليساندرو الآن؟

-من؟

-ألكسندر وآنجليان

رسم هذين الاسمين الدهشة على وجه نيشان ليردف آدم

-هذا صحيح، في الوقت الذي تظن فيه أن أليساندرو يخطط للكيفية التي سيحيل بها حياتك إلى جحيم، أنا واثق أنه يفكر بالكيفية التي يمكنه من خلالها أن يتجاوز هذين الاثنين، أنت تعرف تماما كما أعرف أنا أن أليساندرو قد قتل حبيب آنجليان وشقيق ألكسندر، وبنفس الرغبة التي كان وسيم بها يطارد أليساندرو يطارده بها هذين الاثنين، هذا إن لم تكن رغبتهما أكثر اشتعالا منه

سلسلة الأسياد-الجزء السادس-سادة الأرضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن