الفصل الأول /6

16 0 0
                                    


سرى رنين جرس الباب في كل ناحية من المنزل لبرهة قبل أن يفتح الباب الرئيسي حيث وقف زين بثياب النوم ينظر إلى ضيفته الصباحية الغريبة، راقبت شيان الشاب الذي وقف أمامها محاولة أن تخفي الإشمئزاز الذي تحس به يجتاح كيانها بالكامل متحكما بكل ذرة فيه، لتقول بهدوء

-زين هايوتي

راقب زين صيفته بحذر بدا في عينيه ليقول

-هل من خدمة؟

-شيان فياهود مبعوثة السيد كاتوري

مع ذكر هذا الاسم ارتسمت ابتسامة منتصرة على وجه الشاب لمحتها السيدة بوضوح ولكنها تصنعت عدم رؤيتها لتقول كاتمة غيظها

-أيمكنني أن أحدثك قليلا؟

-بكل تأكيد، تفضلي يا سيدتي

تقدمت شيان للداخل ليغلق زين الباب وسار متقدما نحوها ليتبعها حتى أخذ كل منهما مجلسه على الأرائك كل في مقابل الآخر، وضعت شيان قدما فوق الأخرى وهي تدير عينيها بحنكة حول مضيفها، لقد مر عليها الكثير من أمثال هذا الصحفي، الكثير ممن أرادوا أن يصعدوا إلى القمة ويعتلوا الرياح على حساب غيرهم خصوصا رجال الأعمال، وهؤلاء جميعا كانت تخسف الأرض بهم في لحظات معدودة، تلك الفكرة رسمت السخرية في عينيها بوضوح وهو ما لاحظه زين ولكنه حافظ على صمته منتظرا أن تبدأ ضيفته الحديث، أمسكت شيان حقيبتها لتخرج منها عدد اليوم من كوهوتا ورمته على المنضدة أمام زين الذي استقر نظره بوضوح على عنوان المقالة السادسة والذي خط بالاحمر العريض " ثلاثين مليون: في مقابل ماذا؟ "، ابتسم الشاب بمكر وهو يراقب العنوان الذي أمضى البارحة بأكمله وهو يخط تفاصيل مقالته فيما بدا الغضب يغلي في عروق شيان جراء تلك الابتسامة لتقول قاطعة الصمت بنبرة أخفت نارا مستعرة خلفها

-هل لك يا سيدي أن توضح لي بالضبط ما نشرته في هذه المقالة؟

رفع زين نظره نحو السيدة التي جلست أمامه ليقول بسخرية لم يكلف نفسه حتى عناء إخفائها

-قلت بوضوح أن لوجيك استعملت الأموال التي تدفعها للحزب الليبرالي من أجل التهرب من الضرائب، والتي لو دفعت للحكومة منذ خمسة عشرة سنة لكانت تجاوزت العشرين مليار دولار

-وكيف تجرؤ على رمي اتهامات كهذه جزافا؟

ولكن الشاب قال بمكر

-لقد قيلت هذه الجملة سابقا عندما اتهمت كوهوري بالرشوة والتزوير، لذا هل لكِ أن تتوقعي ما الذي سأقدمه بعد أن سألتِ هذا السؤال؟

صحيح أن شيان قد قدمت إلى هنا بهدف واحد ووحيد هو ان تعرف إن كان هذا الشاب فعلا يمتلك أدلة على ما نشره في مقالة اليوم أم لا، إلا أنها لا تستطيع ان تتمالك نفسها من الشعور بالغضب الشديد جراء هذه اللهجة المستعلية والمتبجحة والوقحة التي يتكلم بها، رمقته باستحقار شديد لتقول

سلسلة الأسياد-الجزء السادس-سادة الأرضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن