الفصل الثالث /4

6 1 0
                                    


" لوجيك في طريقها لإعلان الإفلاس "، زينت هذه الجملة بشكل قوي وواضح لا يقبل التأويل ولا بأي شكل من الأشكال جميع الصفحات الأولى للصحف اليابانية لا سيما التي أمسكها زين بين يديه وهو يقرأ ذلك الخبر بهدوء وهو جالس في صالة الجلوس بمنزله، فمنذ البارحة لم يسمع أي خبر عن كاتوري وأسهم شركته انخفضت إلى ما دون الصفر، جميع المتعاملين معه قطعوا تلك العلاقات، رجاله لا يعرف أحد بالضبط ماذا يجب عليه أن يفعل، بكلمات قليلة لقد انهارت امبراطورية ساكو كاتوري المالية بظرف أربع وعشرين ساعة فقط، راقب الشاب تلك الكلمات التي ارتسمت على الصحيفة أمام عينيه بصمت، لقد تمكن من النيل منه بنجاح كامل والجميع الآن يترقب ما يجب قوله خصوصا بعد أن صدرت صحف اليوم دون أن تشير إلى أي شي يتعلق بأسياد المال، حتى المحطات الإذاعية بدت أكثر حذرا في التعامل مع هذا الموضوع رغم بعض الصحفيين الذين ما زالوا يرغبون بالحصول ولو على تعليق واحد، ترك الصحيفة من يده ليتناول كوب الإسبرسو من أمامه ورشف منه، لقد اتخذ قرارا واضحا لا رجعة عنه مع نشره لتلك المعلومات، لِم يجب أن تظل الأسياد سرا قائما؟، دار هذا السؤال في عقله بقوة طوال الأيام الماضية منذ أن حصل على المعلومات وقرأها لأول مرة، إن ما نشره من معلومات في الإعلام لا يساوي شيئا أمام المعلومات التي حصل عليها فعلا، إنها تتحدث بوضوح عن المنظمة وتاريخها العريق الذي يتجذر في التاريخ لخمس قرون مضت، لِم يجب أن تظل منظمة بهذا الحجم، منظمة بهذه القوة والإمكانيات والقدرات الهائلة في طي الكتمان؟، لقد حاول الإجابة عن السؤال ولكنه لم يتمكن من الوصول إلى إجابة له، إن العالم بأكمله حتى قبل أيار الماضي كان يعرف بوجود الأسياد، صحيح أن لا أحد كان يملك دليلا واحدا على وجودها، وأن الكثيرين كانوا يعتبرونها مجرد خيال بوليسي للروائيين، إلا أن الجميع كان يثق بوجود قوة ما، وهذه القوة هي نفسها التي أجبرت الولايات المتحدة على تقديم ذلك الاعتذار لإسبانيا قبل ثلا سنوات، أجل لا أحد كان يجهل وجود قوة كهذه، وجود القوة القادرة على أن تخضع لها أعتى دول العالم، ولكن على رغم من ذلك فلا أحد كان يمتلك الدليل القاطع على هذا الوجود وهذا ما كان يثير حفيظة الجميع، يعرفون ولا يعرفون بوجود المنظمة، لقد كانت هذه الجملة تسبب الجنون للكثيرين، ولكن الآن ألم يحن الوقت ليكشف أحد عنها؟، ألم يحن الوقت ليكشف هو عنها؟، دار السؤال في عقله بقوة مرة تلو المرة راسما الطريق له لتحقيق هذا الإنجاز، فإن تمكن فعلا من كشف وجود هذه المنظمة للعالم فإن اسمه وقتها سيخلد في صفحات التاريخ بخطوط من ذهب، رشف من كوب القهوة مرة ثانية وهو يقلب الفكرة من كل النواحي في عقله حين ارتفع رنين جرس الباب فترك الكوب من يده لينهض ببطء نتيجة تلك الآلام التي نبضت داخل جسده، كز على أسنانه بقوة قائلا

-لقد كان علي فعلا أن أستمع إلى هاكاو

تقدم نحو الباب محاولا الحفاظ على ثباته ليقف أمامه وفتحه حيث استقر نظره على كريستيان الذي وقف أمامه برفقة ثلاثة شبان آخرين، راقبه زين باستفهام قائلا

سلسلة الأسياد-الجزء السادس-سادة الأرضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن