ساد الصمت على المكتب لبرهة دون أن ينطق جاك بأي كلمة ليكسره وعينيه مثبتتين على الشاب الجالس على الأريكة المجاورة له وهو يحدق في الفراغ الممتد أمامه بعد أن نقل إليه للتو خبر انتهاء كابوسه الوحيد من على وجه الأرض، لن ينكر انه قد شعر براحة عميقة ما أن أنبأه جاك بهذه الكلمات ولكنه في الوقت نفسه ليس واثقا مما يجب أن يدور في رأسه، رفع جاك يده ليضعها على كتف فتاه منتشلا إياه من دوامة أفكاره ما دفع بفاسيين لينظر إليه حيث قال الرجل بهدوء
-لا داعي لأن تفكر في أي شيء الآن لأن كل شيء قد انتهى
-هل أنت واثق من هذا؟
-ما الذي تتحدث عنه؟
-آنيتا
رغم أنه كان يتوقع أن هذا الاسم سيجبر ملامح الحذر لتملأ وجه الرجل إلا أن جاك خيب ظنه ليحافظ على هدوئه قائلا
-لا داعي للقلق بشأن آنيتا ولا بأي شكل من الأشكال
-لِم أنت واثق هكذا؟
-لأن مصير هذه الفتاة قد حدد بين يدي الملكة
رمقه الشاب مستفهما فيما تابع جاك
-أخرجها من رأسك إلى الأبد، لقد وقعت الملكة على أمر إعدام آنيتا رولييد وسينفذ قريبا جدا يا عزيزي
-حقا؟
هز جاك رأسه إيجابا ليراقبه فاسيين براحة بدت في عينيه معيدة الحياة إلى وجهه الذي استعاد نضارته وحيويته خلال فترة الراحة السابقة التي حصل عليها، صحيح أنه لم يكن يريد أن يظهر ردة الفعل هذه ولكنه لم يتمكن من كتم تنهيدة راحة عميقة شقت طريقها عبر صدره، لقد أحبها يوما، لن ينكر هذه الحقيقة لآخر يوم في حياته، ولكنه إلى جانب هذا لن ينكر أنه قد أخطأ الاختبار فعلا في تلك المرحلة، لقد حاول أن يدفن شعورا محل آخر ولكنه لم ينجح في فعل ذلك، لم ينحج في تلك الموازنة بل إنه وقف عاجزا عن محاولة وضع الأمور في كفتين متساويتين، رفع نظره نحو جاك ليقول بنبرة لم تبدو واضحة له
-يسرني سماع هذا
-وأنا كذلك
-حسنا إذن هل تكلمت مع الدكتور زوفري؟
طرح الشاب هذا السؤال راميا عن كتفيه حملا ثقيلا أرقه طوال أشهر مستعيدا حيويته ورغبته العارمة في بدء حياته مرة أخرى بطريقة صحيحة هذه المرة، هز جاك كتفيه بلا اكتراث ليقول
-لا
دفعت هذه الإجابة بالشاب ليرمقه باستنكار قائلا
-لقد وعدتني
ولكن الرجل قال بلا اكتراث
-لا، لم أعدك بشيء
رماه فاسيين بنظرة حادة قائلا
-ما الذي تعنيه بذلك؟، لقد وعدتني أن تحدثه كي أستعيد وظيفتي السابقة
-ولكنك لن تستعيد أي شيء
أنت تقرأ
سلسلة الأسياد-الجزء السادس-سادة الأرض
Akcjaعندما تكتشف أن كل ما عشته حتى الآن في عالمك الوديع ليس سوى مجرد كذبة ملونة والأسرار التي تختبئ خلف ظهرك قادرة على أن تقلب حياتك مئة وثمانين درجة والأفكار التي كنت تعتنقها قادرة على أن تدفعك لتقود أكبر ثورة في تاريخك وليس تاريخك وحدك بل هو تاريخ ال...