تقلبت آليتا في سريرها حيث سيطر الظلام الهادئ على غرفة نومها، الضيق بدا بوضوح على وجهها مخبرك بالكابوس الذي تردد داخل عقل النائمة، فهي منذ عدة أيام لم تذق طعم الراحة ولا لدقيقة واحدة، فالمعلومات التي وصلت إليها تفيد بوضوح أن فاسيين قد غادر برفقة فريق العمليات الخارجية لأسياد الجو إلى ميونخ، ولكن جاك لا أثر له، حسب ما عرفت فالرجل بقي في لاغوس بعد مغادرة شبانه ولكن كيف تمكن من الاختفاء فجأة دون أن يتمكن أحد من معرفة مكانه؟ لا أحد يمتلك الجواب لهذا السؤال؟، لقد بحث رجالها في لاغوس وأديميرا طوال أيام ولكنهم لم يتمكنوا من العثور عليه ولا من معرفة المكان الذي اختفى فيه هكذا دون مقدمات، حتى أنها شكت لدقيقة أنه متواجد في هذا القصر رغم سخريات ماريا من هذه الفكرة، بدا العرق على جبينها مبللا خصل شعرها فيما بدا الاضطراب جليا في ملامحها عندما انبثقت صورة جاك سوفرييت فجأة في مخيلتها ما دفعه بها لتنهض بفزع وهي تشهق برعب مجيلة النظر حولها في الظلام الصامت محاولة التقاط أنفاسها حينما تهادى إلى سمعها صوت جاك قائلا
-يبدو أنه كان كابوسا
أدارت الفتاة نظرها بلهفة نحو مصدر الصوت حيث شاهدته جالسا على تلك الأريكة في ضوء القمر المنسل من النافذة التي داعبت النسمات الليلية ستائرها الأبيض، رفع جاك نظره نحو الفتاة وهو يضع قدما فوق الأخرى في ملامح الهدوء المنذر بالخطر تملأ عينيه ليقول
-صباح الخير يا عزيزتي
تحرك صدر الفتاة نزولا وصعودا بقوة مع محاولتها السيطرة على أنفاسها وهي تحدق به لتقول
-هذا لا يمكن، لا يمكن أن تكون هنا، لا يمكن أن تكون حقيقيا
وهنا ابتسم بهدوء ليقول
-بالطبع لست حقيقيا
رفعت الفتاة يدها لتمسح وجهها وقالت محدثة نفسها
-إنني أحلم، أجل إنه مجرد كابوس آخر لعين
عند هذا قال الرجل بهدوء
-المشكلة أن هذا ليس كابوسا
أجبرت هذه الكلمات آليتا على رميه بنظرات قلقة حذرة فيما تابع هو
-أنتِ لا تحلمين بل أنتِ مستيقظة يا عزيزتي، مستيقظة ولكن المشكلة ليست فيكِ أنتِ هنا بل فيَ أنا
ابتلعت الفتاة رمقها بخوف وهي تتحس الغطاء الذي غطى جسدها لتقول
-ما الذي تعنيه؟
فتابع بهدوء
-لقد قمت بالكثير يا آليتا، قمت بالكثير الكثير الذي حذرتكِ منه مرارا، لا يمكن أن تقولي أنني لم أحذركِ مئة مرة من أن تلمسي سون وليان، لقد حذرتك مرة تلو المرة، في البداية أرسلتك إلى راموس في محاولة إظهار مدى الخطأ الذي ارتكبته، ولكنكِ لم تتعلمي الدرس، وبعدها أرسلتك إلى تايسون ولكنكِ أيضا لم تتعلمي درسك، وانظري إلى أين أوصلك هذا، إلى تخيلي أجلس أمامك
أنت تقرأ
سلسلة الأسياد-الجزء السادس-سادة الأرض
Acciónعندما تكتشف أن كل ما عشته حتى الآن في عالمك الوديع ليس سوى مجرد كذبة ملونة والأسرار التي تختبئ خلف ظهرك قادرة على أن تقلب حياتك مئة وثمانين درجة والأفكار التي كنت تعتنقها قادرة على أن تدفعك لتقود أكبر ثورة في تاريخك وليس تاريخك وحدك بل هو تاريخ ال...