الفصل الثالث /8

5 1 0
                                    


كما تعتاد الزهرة على تغيير تربتها من وقت لآخر لتنبت في منزلها الجديد مرة ثانية بنضارة أكثر إشراقا بدأ سلتوري يستعد لاتخاذ أهم قرار في حياته، ففي القصر الرئيسي تحديدا في جناج الملكة الذي وقفت صاحبته أمام المرآة تحدق بنفسها بشرود، لقد دفنوا إيلانا وجيسون صباحا فقط، لم تتمكن حتى هذه اللحظة من محو ذلك المشهد من أمام عينيها، لقد وعدت رايسل يوما بحماية جيسون ونمت بينها وبين الشاب علاقة صداقة متينة، لقد كانت تحبه وتحترمه وتقدره كثيرا، فهو كان نسخة مختلفة عن رايسل، كان نسخة شابة مرحة هادئة، كان لطيفا في كل حركة يقوم بها وكل كلمة يتفوه بها، لم يكن أحد يكرهه، إنها لا تذكر يوما أن أحدا قد ذمه أمامها، بل على العكس من ذلك تماما، لقد كان شابا محبوبا بعكس الكثيرين من أعضاء الأسياد، لقد كان يحب الخير للآخرين ولم يتردد يوما في خدمة أي شخص مهما كان الثمن، لقد كان من أقرب الأشخاص لها، كان صديقها وشريكها ورفيقها، الشخص الوحيد الذي كان يسمح لنفسه بأن يقف أمامه موجها إليها الذم والنقد اللاذع، والشخص الوحيد فعلا الذي كان يمكن له أن يجعلها تشعر بالارتباك لأمر خاطئ ارتكبته أمامه، حتى وسيم ما كان يمتلك تلك المزية، فلقد انفرد جيسون بها بشكل غريب لم تتمكن من معرفة كيف حدث بالضبط، بدت تلك الدمعة في عينيها وصورة قبره ترتسم على المرآة أمامها عاكسة تفاصيل هذا الصباح الأسود، من قال أنها قد تضطر يوما لتقف امامه مراقبة اسمه يخط على شاهده، هو الذي لم يؤذي أحدا في حياته، والذي جاهد ليتخلص من أسباب العذاب لجميع الناس، هو يوضع تحت التراب ليبقى على سطح الأرض أشخاص كآنيتا رولييد، هو من لم يكن لديه هم سوى عمله وعائلته، لقد حلم طويلا برؤية صغيرته، وعندما أتت لم يرها سوى لثانية واحدة فقط، لم يتمكن حتى من حملها لضمها إلى صدره كما لم تتمكن والدتها من فعل ذلك، إنها لم تحظى حتى بفرصة لرؤيتها، لم تحظى حتى بفرصة لتطبع قبلة على جبينها ولتضمها بين ذراعيها، لم تكن تتوقع يوما أن هذا مشهد قد يحدث في هذه الحياة، رفعت يدها لتمسح تلك الدموع من عينيها مسيطرة على نفسها مرة ثانية ومعيدة الهدوء إلى وجهها حينما ارتفع صوت طرق الباب فقالت

-تفضل

فتح الباب لتدخل إحدى الخادمات قائلة

-إن السيد إدجار هنا ويرغب برؤيتك جلالة الملكة

أدارت الشابة نظرها نحو الفتاة لتقول

-دعيه يدخل

انحنت الفتاة باحترام وخرجت لتأخذ آشلي نفسا عيمقا مسيطرة على أعصابها وهدوئها ومعيدة التحكم إلى ملامح وجهها، فالأمر لم ينتهي بعد، إن أمامهما عمل عليها أن تنهيه، ومنظمة عليها أن تكسر شوكتها، ورئيسة يجب أن تقتلها، تقدمت لتأخذ مجلسها على أحد المقاعد حين فتح باب الغرفة ليدخل منه نيكولاس الذي تقدم نحوها، راقبت الفتاة ضيفها الذي بدا لها هزيلا بشكل واضح، المرح والحماس الذي كان يبدو في وجهه من على بعد متر اختفى ليحل محله الأرق والتعب، عينيه خف بريقهما وملأهما الكمد، حركاته تنبئ بوضوح عن مصير أسود ينتظر صاحبه، وقف الشاب أمام ملكته لتنظر آشلي إليه مخفية دهشتها من تحوله هذا لتقول

سلسلة الأسياد-الجزء السادس-سادة الأرضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن