الفصل الثاني /6

3 1 0
                                    


قطع أليساندرو قطعة اللحم في الطبق أمامه وهو جالس على تلك الطاولة التي استقرت في الزاوية الجنوبية من صالة الطعام في مطعم روفاج، رفع القطعة واضعا إياها داخل فمه مستمتعا بطعمها الذي رافقه هدوء المطعم وصوت الموسيقى الناعمة الذي ينساب خلال القاعة بأكملها، مد يده ليمسك كوب العصير الذي استقر بجواره ورشف منه حين تهادى لسمعه ذلك الصوت الأنثوي قائلا

-يبدو أنك بحاجة لبعض الرفقة

رفع أليساندرو نظره للأمام حيث استقر على آنجليان التي وقفت أمامه، ترك الشاب كوب العصير على المائدة بجواره مراقبا الشابة التي وقفت ترمقه بنظرة قوية هادئة، إن آخر مرة شاهدها فيها كانت على سطح المركز الرياضي في اللؤلؤة البيضاء عندما هددته بتلك الجملة المثيرة، تقدمت آنجليان دون انتظار دعوة منه لتأخذ مجلسها على المقعد المقابل لها وسط مراقبة أليساندرو الصامتة وعينيه اللتين دارتا حول كل تفصيل منها، وضعت الفتاة قدما فوق الأخرى وهي تراقبه بهدوء لتقول

-كيف كانت وجبتك؟

-لذيذة، أنا واثق أنكِ ستحبين تذوقها يوما ما

-لا شكرا فأنا أتبع حمية حاليا

-لا أظنك بحاجة لها آنسة فوليار

-ثق بي لست من أنشد رأيه في هذه الأمور

ابتسم الشاب بخفة ليرفع كوب العصير ورشف منه مرة ثانية قبل أن يقول

-إذن ما سبب هذه الزيارة التشريفية آنستي؟، فأنتِ بالطبع لم تفتقديني صحيح؟

-أنت تعرف الجواب بنفسك كما أظن

-أتقصدين وصولك مع رفاقكِ الثلاثة إلى الجزيرة والدوران حول كل مكان أذهب إليه؟

-بالضبط

-أجل يا عزيزتي، إن المعلومات تصلني أولا بأول، حتى أنني استغربت عدم قيامكم بأي تحرك منذ وصولكم إلى الجزيرة

وهنا قالت بنبرة ساخرة

-وهل أنت مستعجل على فتح أبواب الجحيم على نفسك؟

-منكم؟

طرح هذه السؤال بنبرة مستهزئة ما دفع بآنجليان لترسم ابتسامة ماكرة على شفتيها وأسندت مرفقها إلى سطح المائدة لتضع يدها أسفل وجهها وهي تراقبه قائلة بمكر منتشٍ

-أتعرف ما سبب قدومنا إلى هنا؟

فأاجب بسخرية

-الموت

ولكنها قالت بثقة

-بل قتلك

وهنا راقبها بثقة ليقول

-أتعرفين إلى أين وصل من حاول ذلك قبلكم؟

-إنه يرقد في إجازة حاليا

سلسلة الأسياد-الجزء السادس-سادة الأرضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن