قدح شاهوا بولاعته مرتين حتى انطلقت تلك الشعلة منها مضيئة السيجارة بلون أحمر حتى أشعلتها بالكامل، ترك الرجل ولاعته على طاولة المكتب أمامه وهو جالس في مكتبه ليضع السيجارة في فمه وأخذ نفسا عميقا قبل أن يخرجه مالئا جو المكان برائحة التبغ لدقيقة قبل أن يتهادى لسمعه صوت طرق الباب فقال
-ادخل
فتح باب المكتب ليتقدم زين منه قائلا
-لقد أتيت في وقتي كما أظن
رفع الرجل نظره نحو الشاب بابتسامة واسعة ليقول وسيجارته بين أصابعه
-أقسم أنك أفضل هدية أرسلت إلى الحزب منذ سنوات
تقدم الشاب نحو مضيفه الذي وقف ليتصافح الاثنان حيث قال زين
-إذن ما الأخبار؟
وأخذ مجلسه على المقعد أمام المكتب وهو يراقب مضيفه باهتمام شديد حيث قال الرجل
-إنها أخبار تسرك يا عزيزي
-حقا؟
-أجل، أتعرف لِم اتصلت بك طالبا منك القدوم بسرعة؟
-لا
-لأنني أحتاج شهادتك
رمقه زين باستفهام ليتابع هو
-غدا سيعقد اجتماع لجنة التحقيق الخاصة بالتحقيق مع كوهوري حول التهم الأخيرة التي وجهت نحوه، وأنت مطلوب كشاهد إثبات على كل تلك التهم الموجهة له
هذه الكلمات رسمت علامات النصر على وجهه فيما تابع مضيفه
-شهادتك ستكون أهم الشهادات التي ستعرض أمام اللجنة لتثبيت التهم أو نفيها عنه
-وهل هناك شهود آخرين؟
-أكيد فلائحة الشهود طويلة جدا جدا، ولكنك ستكون أول من يدلي بدلوه في هذا المجال
-هذا يبدو مثيرا للاهتمام
-أنا واثق أنك تحب الموضوع
عند هذا أجابه بابتسامة ماكرة ملأت وجهه دون أن ينطق بحرف واحد ليأخذ شاهوا نفسا عميقا من سيجارته قائلا
-والآن ماذا ستفعل؟
-بشأن ماذا؟
-ها قد أنهيت حملتك بنجاح، كوهوري الآن معزول ولن يعود لتولي أي منصب سياسي في البلاد لفترة طويلة جدا جدا، وأنت حققت النجاح الذي كنت تصبو إليه، لذا ما هي خطوتك القادمة؟
-لست واثقا أن لدي خطوة قادمة
لم تبدو هذه الجملة مقنعة للرجل الذي راقب ضيفه قائلا
-ليس شابا مثلك هو من يقول هذه الكلمات يا زين
-دعني أكن واضحا يا سيدي، أجل لقد دخلت الحملة ضد كوهوري ولكن ها هو كل شيء قد انتهى، وإلى أن أجد شيئا جديدا يستحق أن أسلط أنظار الناس عليه قد يمر وقت طويل، أنا صحفي يا سيدي وهناك الكثير من الجهات التي تنتظر مقالاتي للنشر، ففي النهاية أنا لست مختصا فقط في الفضائح والجري خلف السياسيين بل إن توجهاتي عديدة جدا
أنت تقرأ
سلسلة الأسياد-الجزء السادس-سادة الأرض
Acciónعندما تكتشف أن كل ما عشته حتى الآن في عالمك الوديع ليس سوى مجرد كذبة ملونة والأسرار التي تختبئ خلف ظهرك قادرة على أن تقلب حياتك مئة وثمانين درجة والأفكار التي كنت تعتنقها قادرة على أن تدفعك لتقود أكبر ثورة في تاريخك وليس تاريخك وحدك بل هو تاريخ ال...