الفصل الثاني /9

4 1 0
                                    


-أتعرف أني فعلا أكرهك وأمقتك وألعن الساعة التي تعرفت فيها إليك؟

طرح شوارل هذا السؤال بنبرة حاقدة حانقة تجلت في كل تفاصيلها الرغبة العارمة بإطباق يديه حول رقبة محدثه ليدفنه مكانه ما دفع بآدم ليرمي الرجل الذي وقف بجواره بملل، لقد اعتقد أنه قد تحول إلى رجل جديد يتحمل المسؤولية ولكن يبدو أن تلك فعلا كانت نزوة عابرة، أغمض نيشان عينيه متجاهلا المجادلة التي بدأت بجواره وهو مستلقٍ على شاطئ الجميرة أمام فيلته فيما صوت مشاحنة آدم وشوارل يتهادى إلى سمعه، لقد حدث ما توقعه شوارل كما يبدو، فأخبار آلكسندر وآنجليان اختفت ولا أحد يعرف عنهم أي شيء، لقد تبخروا مرة واحدة دون أن يتركوا ولو حتى رسالة واحدة خلفهم، ما يعني أن أليساندرو قد نجح في النيل منهم كما يبدو، بدا الضيق على وجهه وهذه الفكرة تنساب إلى عقله ليفتح عينيه محدقا في الظلام فوقه، إنه لا يريد أن يقنع نفسه بهذا ولكن لا إمكانية لمحاولة تمني العكس، لقد كان فعلا يصلي ليل نهار كي ينجح ألكسندر وآنجليان في هذه المهمة ولكن الرياح سارت بعكس ما يشتهي، لم يكن يتوقع أنهم قد يسقطون بهذه السرعة والطريقة أمام أليساندرو، فلم يمضي سوى ثمانية عشر يوما تقريبا منذ أن قدم لهم موافقته، وها هو الآن ينتظر الضربة الأخيرة من أخيه، خلال اليومين الماضيين فكر كثيرا فيما يجري لينتهي به المطاف مصليا أن ينجح أليساندرو في مهمته هذه المرة، فكما علم لقد وصل أخاه إلى دبي البارحة، ومنذ تلك اللحظة وهذه الأفكار تضرب جدران عقله بقوة مخترقة كل تحصيناته، فإن تمكن أليساندرو من التصويب بدقة وضرب ضربته بنجاح سيحظى هو أخيرا بقسط من الراحة متخلصا من كل هذه الدوامة التي يعيش فيها، صحيح أنه ابتسم دون أن يظهر شيئا لرفيقيه إلا أنه واثق أن آدم وشوارل يشكان في صحة هذه الانقلابة التي بدت عليه، إنهما يشكان في تواجد فكرة انتحارية في عقله، ولكن الحقيقة هو أنه قد سلم الأمر ورفع الراية البيضاء، لم يعد يرغب بالمقاومة ولم يعد حتى قادرا على رفع السلاح، إن كل ما سيفعله هو انتظار نجاح أليساندرو في القيام بمهمته وقتله

-أغلق فمك أيها الوغد

أدار نظره نحو آدم الذي صرخ بعصبية بهذه الجملة ليردها له شوارل صاعين

-ماذا قلت أيها السافل؟

وقبل أن يهم آدم بالإجابة قاطعهما نيشان قائلا بحدة

-أخرسا

التفت الاثنان نحو الشاب الذي استقلى على الشاطئ بجوارهما بدهشة ليتابع هو بغضب

-أخرسا أو ابتعدا عني وتشاجرا في مكان آخر، فأنا أتيت إلى هنا للراحة لا لسماع مشاحناتكما الغبية

مع هذه الجملة بدا الوجوم على وجهيهما فيما اعتلى الرضى وجه نيشان الذي قال

-شكرا لكما

سلسلة الأسياد-الجزء السادس-سادة الأرضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن