الفصل الثاني /8

2 1 0
                                    


-ما المغزى من هذا بالضبط؟

طرح كريستيان هذا السؤال وهو يمسك بتلك الورقة بيده حيث جلس برفقة تروفيل في إحدى حدائق سلتوري ما دفع بالفتاة لتختطف الورقة منه قائلة

-إنك فعلا غبي

رمقها كريستيان بملل لتتابع هي

-إن هذه الدراسة ستساعدني على إنهاء جميع متطلبات الرسالة

وهنا قال رفيقها بسخرية

-أجل صحيح

رمقته الفتاة بطرف عينها ببرود لتقول

-ماذا يفترض بهذا أن يعني؟

-أتريدين فعلا أن تعرفي الجواب؟

طرح هذا السؤال بنبرة ساخرة قبل أن يستلقي على الأرض بجوارها فيما تنهدت هي لتقول

-الحق ليس علي، لم أكن أتوقع أن هذه الدراسة ستكون صعبة إلى هذه الدرجة، لقد قدمت رسالتي ماجستير قبل اليوم ولكن الأمر كان سهلا جدا

-ربما لأن موضوعهما كان أسهل

-لست أدري، فموضوع الرسالة ممتع في الواقع

عند هذا قال بسخرية

-علاقة التنظيمات السرية بالحكومات الرسمية، ما هو الممتع بالموضوع؟

-إنه ممتع ومهم لمن يفهم به كريس

وأضافت بنبرة حادة

-وثق أنك لست المعني بهذه الجملة

-كأنني أهتم

طوت الشابة الورقة بين يديها بعناية لتقول

-أعرفت أي شيء من آشلي؟

فأجاب وعينيه تحدقان في السماء فوقه

-كلا، ما أعرفه أنه لا تزال تبحث عن طريقة تمكنها من مقابلة آنيتا رولييد، لماذا؟ لا أمتلك أي فكرة صدقا، ولكن كما يبدو فهي ترغب بأن تعيد سيناريو لقائها مع باميلا

-وهل من الممكن أن ينجح هذا؟

-ليس من الصعوبة مكان أن تدبر لقاء كذاك، ولكن المشكلة فيما سينتج عنه

-وما الذي سينتج عنه؟

-تريدين الحقيقة

هزت رأسها إيجابا ليتابع هو بهدوء

-لا شيء جيد

مع هذا الجواب ساد الصمت على المكان، فكليهما يعلم جيدا أن لقاءا من هذا النوع لن يؤتي أي نتائج إيجابية، بل إن كل ما سيتكفل به هو زيادة إشعال النار وتقوية توهجها، دون أي طريقة لأجل إطفائها.

انطلق أليساندرو بسيارته التي توهجت أسفل شمس صقلية على الطريق رقم خمسة عشر شمالي الجزيرة، وهو الطريق الذي كانت الناحية اليسرى منه تتكون منجدار حجري ارتفع للأعلى بقرابة السبعة أمتار، أما الجهة اليمنى فقد كانت مسيجة بسياج حديدي وهي تطل على منحدر صخري يقود لمجموعة من الوديان العميقة، فيما قالت كيندا محدثة إياه على الهاتف

سلسلة الأسياد-الجزء السادس-سادة الأرضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن