الفصل الثاني /7

3 1 0
                                    


فتحت كيندا باب مكتب رئيسها لتتقدم إلى الداخل حيث استقر نظرها على الشاب الذي جلس خلف مكتبه غارقا في أفكاره، أغلقت الباب خلفها لتتقدم بهدوء حتى وقفت أمامه قائلة

-طلبتني سيدي

رفع الشاب نظره نحو مساعدته ليقول

-أريدك أن تجهزي الفريق السادس عشر والسابع عشر

-لماذا؟

-لأن لدينا عمل علينا القيام به بدءا من اليوم

-وما هو؟

فأجاب بنبرة حادة

-قتل نيشان

-نيشان؟

-أجل يا كيندا، أريد أن يسافر الفريق السادس عشر اليوم إلى دبي للتخلص منه، وأريد أخبارا مؤكدة عن موت نيشان حامد خلال أسبوع واحد فقط من اليوم، لا أريد سماع أي أعذار من أي نوع، لا شيء سوى خبر موت نيشان أهذا واضح؟

هزت الشابة رأسها إيجابا لتقول

-سأعطي الأوامر حالا

-أما السابع عشر فأريد أن يبدأوا هجومهم هنا

-ضد من؟

أمسك أليساندرو ذلك من الملف أمامه ليمده للفتاة قائلا

-هؤلاء، إنهم متواجدون هنا في الجزيرة

أمسكت الفتاة الملف لتفتحه حيث استقرت نظرها على صور الشبان الأربعة قبل أن ترفع نظرها مستفهمة نحو رئيسها قائلة

-من هؤلاء؟

-مجموعة من الأوغاد الذين يجب أن يموتوا مهما كلف الثمن

-بكل تأكيد

وأغلقت الملف لتمسكه بين يديها فيما تابع أليساندرو بنبرة غلفها الحقد

-لا أريد أي مجال للراحة كيندا، أريدها سلسلة متتالية تحرمهم النوم ولو لدقيقة واحدة، أريد ضربات متتالية تدفعهم للبقاء مستيقظين يتلفتون حولهم يمينا ويسارا، ليلا ونهارا، صباحا ومساءا، لا أريد لهم دقيقة قد تعطيهم المجال للتجهيز والتخطيط، جميعهم دون استثناء، وضعي ذلك الوغد السوري على رأس القائمة كيندا، أهذا واضح لك؟

هزت الشابة رأسها إيجابا بابتسامة ثقة لتقول

-إن هذا اختصاصي يا سيدي

-ابدئي من الآن

-في الحال

والتفتت لتغادر المكتب فيما بقي هو جالسا مكانه يفكر في الأوامر التي أصدرها للتو، لقد تحدته فوليار بكل بجاحة، من يراها تلك اللحظة سيظن أنها تمتلك تحت تصرها العالم بأسره، صحيح أنها فتاة مثيرة للاهتمام وكل تفصيل من تفصيلاتها يدفعه للتفكير فيها إلا أنها مع هذا ارتكبت أكبر خطأ في حياتها، إن ما لم يتمكن أولئك الأربعة من استيعابه بعد هو أنه ليس مجرد شخص عادي من السهل العبث معه، إنهم يظنون أن التخلص منه سيكون سهلا جدا وسيكون الطريق أمامهم مفروشا بالورود والريحان، لم يضعوا أمامهم أن هناك وكالة كاملة تحت إمرتها آلاف الرجال وإمكانيات لا تعد ولا تحصى موضوعة تحت يديه، بينما هم مجرد أربعة شبان لا يملكون شيئا سوى مسدساتهم، فرقع أصابعه الواحد تلو الآخر مستمعا لتلك الأصوات وصوة فوليار متشكلة أمام عينيه، إن ما يهدف إليه الآن بكل وضوح هو إرهاقهم ومنعهم من تذوق طعم الراحة أو النوم، سيحرص خلال الأيام القادمة على تركيز الهجمات عليهم كما تركز رزمة من الضوء على قطعة ورقية بغية إحراقها، لن ينالوا ولو قسطا واحدا من الراحة حتى لو لدقيقة واحدة، فما أن يتخلصوا من هجمة حتى يفاجئوا بأخرى، لقد أرادوا العبث معه لذا فليتحملوا النتائج، أرادوا أن يعيدوا حامد إلى قيادة Fast and Secret ولكنهم لم يحسبوا حسابا إلى أنه ليس ذلك الشخص السهل الذي يمكن لأي كان أن يفرض ما يريده عليه، لقد قاتل كثيرا خلال الأشهر الماضية كي يثبت نفسه كقائد للوكالة، ولن يسمح لنيشان حامد أن يأتي ليفكر حتى مجرد تفكير في أن من حقه أن يجلس على مقعد قيادة هذه الوكالة، حتى لو كانا من والدة واحدة فهذا لا يعطيه أي حق، بل على العكس من هذا تماما إن كل ما يعنيه هذا هو أن عليه أن يتخلص منه للأبد، نهض عن المقعد متقدما نحو النافذة ليقف عليها مراقبا تحركات حامية القلعة في الساحة الجانبية قائلا بمكر

سلسلة الأسياد-الجزء السادس-سادة الأرضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن