الفصل الثاني /10

3 1 0
                                    


استندت آنجليان للباب خلفها متنهدة بتعب وهي تحس بنفسها قد عادت للوراء ثلاثة أشهر كاملة، في ذلك الوقت جلست على سريرها تبكي بحرقة ومرارة لاعنة العالم وكل ما يدور حولها من أحداث فيما الصورة الوحيدة المتشكلة أمام عينيها صورة جسد مارسيل على أريكة مكتبه مزرق الشفتين وشاحبا شحوب الميت، أغمضت عينيها لتسند رأسها إلى الباب خلفها، لقد حاولت أن تشد من أزر نيشان ولكنها لم تنجح في هذا، ثم كيف لها بحق الجحيم أن تشد أزره وهي في نفس الوقت ما تزال بحاجة لمن يلعب هذا الدور معها؟، تقدمت كلير لتقف امام الفتاة قائلة باستفهام

-ما الأخبار؟

شد هذا السؤال آنجليان من الدوامة التي دار عقلها فيها لتفتح عينيها مثبتتين نظرها على الفتاة أمامها قائلة بتعب

-إنها سيئة

-ألم يطرأ أي تحسن على حالته؟

-ولن يطرأ لسنة قادمة يا كلير

-يا إلهي

ودون كلمة واحدة تجاوزت الشابتين الرواق الداخلي متجهتين نحو الصالة الرئيسية للشقة حيث جلس مايكل وألكسندر على الأرائك يتحدثان معا وما أن أخذت الفتاتين مجلسيهما حتى بادر مايكل قائلا

-هل من تحسن؟

هزت آنجليان رأسها سلبا لتجيب

-لا فائدة، إنه في وضع سيء جدا جدا، أخشى أن هذه الضربة قد تكون قاضية بالنسبة له

لم تبدو هذه الإجابة مثيرة لدهشة أي منهما، فمنذ أن ارتخت يد آدم بين يديه على الشاطئ وهو في حالة صدمة شديدة، حالة ذهول قوية، بل إنه بدا وكأنه تراجع إلى الوراء ليس خطوة بل عشرة، كل ما حققه آدم معه خلال الأيام الماضية اختفى بلمح البصر ما أن أغمض ذلك الشاب عينيه، ساد الصمت على المكان دقيقة حين فتح باب الشقة ليدخل شوارل متقدما نحوهم حيث ثبت نظر الشبان الأربعة عليه لتقول كلير باستفهام

-أين كنت يا شوارل؟

أخذ الرجل مجلسه أمامهم ليقول بهدوء

-لقد كنت أرتب رجالي

رمقته آنجليان باستفهام ليتابع هو

-أليساندرو لن يتوقف هنا لا سيما بعد أن حقق فوزا إضافيا بقتل آدم، وأنا علي أن أكون جاهزا لأي خطوة تالية منه، وبما أنه يدرك تماما أننا غير متواجدين في الجميرة فسيحول نظره نحو البرج بلا أدنى تأخير، ولهذا على الرجال أن يكونوا جاهزين على مدار أربع وعشرين ساعة

عند هذا قال ألكسندر

-ولكن أليساندرو لن يخاطر باقتحام حي كهذا

مع هذه الجملة رمقه شوارل بسخرية

-يبدو أنك لا تعرف خصمك جيدا يا سيد بيترهوف

سلسلة الأسياد-الجزء السادس-سادة الأرضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن