الفصل الثامن

194 11 20
                                    

 ( أنا لا أحتاج هذا الأحمق على أي حال، أنا أستطيع تحمل مسؤولية هذا المنزل، نعم بالتأكيد أستطيع، أنا ناضج، هو يظن أنه أفضل مني لكنه لا يفعل شئ في هذا المنزل على الاطلاق، أنا أفعل كل شئ، أعتني بأمي، أنظف المنزل كل يوم، ماذا يفعل هو؟ لا شئ )

فكر جون بينما كان يسرق نظراتٍ من فوق كتفه إلى أخيه الذي ارتدى معطفه وغادر المنزل بكل هدوء وبرود، لا يكاد يصدق أن أخاه بالفعل يتهرب من مسؤوليات المنزل بالخروج ويترك كل هذه الأعباء تقع على كاهله وحده، اتجه جون إلى الطابق العلوي ليجد والدته جالسةً على سريرها وقد انتهت من تناول العشاء، وقد ازداد وزنها بشكل ملحوظ بسبب هذه الأدوية وذلك المرض، لكن يبدو أن حالتها تتحسن شيئاً فشيئاً كل يوم، ثم قال بعد أن طرق الباب واتخذ بضع خطوات إلى داخل الغرفة "هل أحضر لكِ شيئاً اخر؟ "

- " كلا، أشكرك يا عزيزي "

- " سوف آخذ هذه الان " قال جون بينما اقترب من والدته ليحمل صينية الطعام..

- " جون، هل تواظب على الدواء الذي كتبه لك الطبيب؟ " قاطعته والدته بينما أمسكت يده بهدوء عندما تقدم ليأخذ صينية الطعام الخالية إلا من بعض البواقي القليلة.

- " بالتأكيد " نظر جون إلى والدته في قلق، الحقيقة أنه لم يأخذ هذا الدواء منذ بضعة أيام، فهو لا يستطيع أن يثق في هذه الأدوية التي يحضرها له أخيه.

- " جوني، هل تكذب علي ؟ "

- " ماذا؟ "

- " أستطيع أن أعرف متى تكذب علي ومتى تصدق، أنا أمك بالمناسبة "

- " لكني لا أكذب .. " قال جون في توتر يلتفت يميناً ويساراً.

- " أنا أظن عكس ذلك.. هلا جلست قليلاً ؟ أريد أن أتحدث إليك "

- " لكن .. أنا لدي الكثير من الأمور لأعتني بها، علي أن أحضر لك الدواء، وأعد لك بعض الشاي... "

قاطعته والدته بهدوء ونظرات صارمة : " جوني، أنت تعلم ما يحدث عندما تتوقف عن أخذ دوائك "

- " لكنني بخير، أنا لا أحتاج هذه الأقراص "

- " أنظر إلى حالك.. أنت لست بخير على الاطلاق، أنت تمر بأصعب أوقات وأنت في أسوأ حال، عليك أن تساعدني في عبور هذه الكبوة "

- " لكن ... "

- " إذا لم تأخذ هذه الأدوية ستضطرني لأن أقوم من هذا السرير لأعطيك إياها بنفسي "

- " كلا، لا يمكنك مغادرة الفراش الآن .. ليس قبل أن تتحسن حالتك تماماً "

- " إذا عدني بأن تواظب على دوائك "

- " حسناً يا أمي .. أعدك "

لم يكن جون ليواظب على الدواء حقاً، لكنه لا يستطيع أن يترك والدته تغادر الفراش بعد، ليس قبل أن يطمئن تماماً على حالها.

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن