-11.

6.1K 491 146
                                    

الإبتدائية، أجملُ المراحلِ التِي قَد يمرُ بهَا أي طفلٍ قَد بدأ بإكتِشافِ العالمِ من حولهِ حدِيثًا.

بالنسبةِ لأولادِ عائلَة مَين، كَانت هذهِ سنتهُما مُشتركة المدرسَة الأولَى، حيثُ كانَ تَاي قد أنتقلَ للصفِ الثانِي وكُوك الصغِير الغيرُ متحمسٍ البتَة للصفِ الأوِل.

هُما يملُكان تناقضاتٌ كثِيرة رُغم تشابههما، وأولُوها: مُشكلة كُوك الصغِير، أنهُ كانَ خجُولًا كوردةٍ لَم تكبَر بعَد فتضجُ بالجمالِ لتتمِايل مُتباهِيةً بِه، عكسِ شقيقهِ الذِي كانَ كفراشةٍ إجتماعيةٍ تلقحُ الورُود بحيويةٍ تنتقلُ برقةِ خُلقِها مِن وردةٍ لأُخرى.

في أولِ يومٍ لهُما بِمدرسةِ سُون هونج الإبتدائية، كانَ كُوك جالسًا وحدهُ ينزلُ رأسهُ خجِلًا مِن بقيةِ الصِبية الذِين أنخرطُوا سويًا بسُرعةٍ ببراءةِ نواياهُم.

عداهُ هُو، يشبكُ أصابعهُ الصغِيرة تحتَ الطَاولَة يزمُ شفتيهِ يشعرُ بالوحدَة، لَم تكُن شعُورًا غريبًا عليهِ، فهِي كانَت رفيقةُ لعبِ المُكعبات قبلَ دخُول شقيقهِ إلى حياتهِ بغتةً.

وهذَا الأخِير، فصلهِ كانَ مليئًا بصخبهِ! لَم يترُك طالبًا لم يُحدثه وعرفهُ علَى الفصلِ، كانَ سعيدًا جدًا وبالأخصِ بمَا وجدَ من هديةٍ سارةٍ.

عجبًا كيفَ يتخالفَان وقَد تناغمَا بغضُونِ سنةٍ ونِصف، لعلّها الرُوح الطُفولية النقية التِي يحمِلاها.

لَم يُصدق كُوك متَى رنّ جرسُ إستراحَة الغدَاء حتَى أنطلقَ راكِضًا خارجَ الصفِ تاركًا الجَميع مُتعجبًا مِن أمرِه مُعجبًا بُسرعة عدَاءِه.

يعبسُ بينمَا يشقُ طريقهُ نحوَ صفِ شقيقهِ الذِي أراهُ لهُ قبلَ أن يفترقَا قبلَ ساعاتٍ قلِيلة، يشعرُ بكونِ الجميعُ ينظرُ لهُ رُغم أنْ لَا أحَدَ لاحظهُ بقُصرِ قامتِه، تسقطُ عينيّ المَها خاصتُه هُنا وهُناك باحثًا عن طيفِ شقيقِه وسطَ تزاحمِ الطُلاب للخرُوج من فصولهِم.

"تَاي!"
هتفَ كَمن أمتلَك العالمَ أجمَع بينَ كفَيه يحضنُ خصرَ شقيقهِ بقوةٍ مُفاجئًا إياهُ، فلمَ هُو هُنا؟

"كُوكي؟ لمَ خرجتَ من صفِك؟ ألم أقُل لك أنِي سأتِي وأراك؟"
وبخهُ يربتُ فوقَ خُصلاتهِ الفحمِية، ليشعُر برأسهِ المدفُون بصدرهِ الضئيلِ يتحركُ نافيًا معَ صوتهِ الضئيل حزينًا
"كُوكي لم يصنَع الكَثير مِن الأصدِقاء كما وعدَ تاي تاي، لم يتحدَث معَ أحَد!"

تفاجئ شقيقهُ، أخاهُ خجولٌ لتلكَ الدرجةِ؟ قالَ لهُ بابا سابقًا أن يهتَم بكُوكي جيدًا وأنهُ يخجلُ كثيرًا من الناسِ الغريبين، لكنهُ فشلَ بذلِك وأرنبهُ حزينٌ الآن!

عبسَ بشفتيهِ الملوِية يضمُ رأسهُ بعُمقٍ مُتحدثًا بحزمٍ طفُولي يعدهُ بجديةٍ
"لا تقلَق كُوكي! تاي تاي هُنا وأنتْ ستصنَع الكثير من الأصدِقاء! لا تحزَن"

كانَ كُوك ليسعَد بحجمِ السماءِ بأخِيه، ولكنهُ الآن يختنِق والأحمَق الكَبير لا يفهَم أن ضرباتِه علِى ظهرِه ليسَت خجلًا إنمَا إختناقًا من عناقهِ!

"تاي أنتَ تخنقُه!!"
صرخَ صوتٌ ثالثٌ أستطاعَ كُوك معرفةُ صاحبِه دُون النظَر، ولكِن هذَا ليسَ وقتْ الهلهلةِ بهِ فوجههُ أصبحَ أحمرًا بالفِعل!

أنفكَ الحصارُ فجأةً ليتنفَس بعُمقٍ وعُلوٍ،
كادَ يمُوت!
هذَا أوَل ما خطرَ على فكرهِ يتراجَع عَن شقيقهِ هلعًا من حُضنٍ خانقٍ آخَر.

"آوه آسفٌ كُوكي"
ابتسامتُه الصندُوقية تِلك، لمَ لا يستطِيع مقاومَة مُبادلتها رغمَ كونهِ مُستاءٌ من خنقهِ لهُ!

شابكَ تَاي كفهُ بكفِ الأصغِر مُبتسمًا بفرحٍ
"أنظُر، جيميني معنَا بنفسِ المدْرسة هذهِ السنَة! أليسَ هذَا رائعًا؟ سنكُون معًا أجملَ رِجال!"
وملأ فراغْ كفهُ الآخر بيدِ جيمين الصَغيرة، والذِي أحمرَ خجلًا وابتسمَ لهُما ابتسامةً سعِيدة.

"لنجلِب غداءْ كُوكي ونأكُل معًا، وغدًا سنصنعُ لكُوكي الكَثير مِن الأصدِقاء ومَن لا يُريد سنضرِبُه ولَن نُخبر أحدًا!"
أنهُ فقَط فراشتهُما الخاصَة، مَين تايهيُونغ الذِي لا يُمكنهُ أن يكُون نفسهُ إلا معهُما.

__________________________

مضى وقتٌ 💜،،
آملُ أنكُم بخيرٍ ☁.

أرجُو أن يكون الفصل خفيفًا ولطيفًا عليكم 💛☁.

لا أعلم ماذا أقُول، بالفصل التاسع شكرتكم على آلف قراءةٍ و120 تصويت، وبالفصل الحادي عشر أشكركم على أكثر مِن خمسة آلاف قراءةٍ و620+ تصويت؟ شكرًا لكم على هذا الحُب الذي تقدمُوه لصغيرتي بوقتٍ قصيرٍ ☹💜♐☁!!

-كُل الحُب لكُم،،♐

Brothers | TK.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن