-09.

6.6K 509 110
                                    

"إلى أَين سَنذهب؟"
كانَت هذهِ المرةُ الثالِثة التِي يسألُ بِها كُوك هذَا السُؤال، يحشرُ رأسهُ في الفراغِ بينَ الكُرسين الأمَامين حيثُ يجلسُ والِدَاهُ.

"حَديقةِ الحيوانَات"
أجابهُ يُونغي بِمللٍ لِلمرةِ الثالِثة مُركِزًا علَى مُفترقِ الطُرق أمامُه.

"مَاذا سَنفعلُ هُناك؟ أسنتنَزه معَهم؟"
كانَ هذَا تَاي التِي يحشرُ بدورهِ رأسهُ، إلَا أنه يضعُه فِي المكانِ الضيقِ بينَ مسندِ رأسِ الكُرسي الخاصِ بوالدِه وحِزام الأمَان يجلسُ بُركبتيه فوقَ المِقعد الذِي كانَ مِن المُفترض أن تَثبُتَ فوقهُ مُؤخرتُه.

إكتفَى يُونغي بالصمتِ بعدَ مملهِ من الإجابةِ علَى ذاتِ الأسئلَة بذاتِ الإجَابة منذُ خرُوجهم مِن المَنزِل، فتوَلت لُونا مُهمته المُضجرة هذهِ بعدَ حفظِ أجوبتِه.

وبعدَ مسافةِ طرِيق، حلَ الفرَجُ علَى عائِلة مِين وتوقفَت سيَارتهم أمامَ حديقةِ الحيَوان أخيرًا أخِذةً لهَا مكانًا بينَ السَيارات المُصطفة.

"هيَا هيَا!"
هتفَ كلَا الصَغيران بِحماسٍ يقفِزان بينمَا أمهُما تُحاول إيقافهُما ويُونغي يُعاني معَ المُفتاح الذَي علقَ بالِباب..

حسنًا، مر الأمرُ بِسلامٍ لحدِ الآن، هُم بِخيرٍ وأمامِ المكانِ المُخصص لِقطعِ التَذاكِر.

"واه كُوكي أنظُر إلَى هذَا!"
ألصقَ تَاي وجههُ، ومِن دُون أي مُقدماتٍ، بحوضِ السمكِ الصغِير المتوَاجد بالقُرب مِن كُشك التذَاكر.

قلدَهُ الأصغَر تِلقائيًا ناظِرًا بدهشَةٍ لتلكَ السمكةِ الرشَيقة ذاتْ الحرَاشِف الذهبِية التِي سبحَت بعِيدًا عنهُما معَ صِغارها، بقيّا يناظِران مُعجبين بمِثاليتِها وكيفَ تسبحُ حُرةً بكُلِ مكانٍ بسُرعةٍ وصِغارُها ورَاءُها، لَم تَكُن البتَة مثلمَا يرَياها بالتِلفاز بإبدَاعِ خُلقها.

هُما لا يعلمَانِ أن غرِيزتِها للبقَاء قَد أنتفضَت بدَاخلها لحظةَ لطمِ وجُوههما بزُجاجِ حوضِها السمِيك..

قامَ يُونغي بسحبهما بعِيدًا عَن الحوضِ داخِلًا للحَدِيقةِ معَ زوجتُه التِي تُمسِكُ الكَامِيرا مُستعدةٌ لإلتقاطِ كُل لحظاتِ تغيُر وجُوه صِغارها لهَذا اليَوم.

إلتقَطت لهُما صُورة عندَ الحَوض وهَا هُما يقِفان بِجوارِ النعامِ، لَم يُحز علَى الكثيرِ مِن إهتمَامهِما مثلمَا فعلَ معَ يُونغي الذَي كانَ يتسائَل إن كانَ النومُ رائِعًا ورأسهُ تحتَ التُربة؟

شهقَ كُوك بِدَهشةٍ يُغطي ثغرهُ المُتسع بيدهِ الصغيرَة صائِحًا
"تاي أنظُر! عائلَة العَم هُوبي!"

وضعَ تَاي كلتَا كفَيهِ علَى خدَيه وعينيهِ تلمعُ كمَا النجُوم بحُلةِ ليلٍ بارِدة يهتِفُ بِحُبٍ قَد ملأهُ لأقصَاه
"حِصان!"

أيجبُ القَول أن أبْ الصَغِيران يضربُ فخذهُ بعدمَا فقدَ قدرتهُ علَى الوقُوف ضحِكًا؟

كانَ فخُورًا جِدًا بابنِه، أنهَا تَربيتُه التِي لَم تضِع سُّدًا!

لَم تستطِع لُونا بدورهَا كتمِ قهقَاتها لذاكَ التشبيهُ الذِي تمَ نَسبهُ لصديقِ زوجِها المُقرب، هِي إلتقَطت صورةً للحِصانِ أيضًا لتُغيضهُ بهَا عندَ زيارتهِ لهُم.

نظرَت لصغِيريها الذَان ركضَا إلَى قفصِ القِردة، رفعَت الكَاميرا لتُركز بِها علَى ملامحِ وجهَيهُما التِي مُلأت بالبَهجة، يدَيهُما المُتشابِكة وابتسَامتهما الفرِحة التِي تقوسَت أعيُنهما المُتلألئَة حماسًا لشدةِ وسعِها.

لحظاتٍ ثمينةٍ كهذهِ لا تُعوضُ، تشكرُ الرب الذِي أهداهمَا حيواتٍ تُهدأ وطئة الحياةِ عليهُما بظُلمتِها وعُنفِ مجرَاها.

ابتسمَت تنظرُ إلَى زوجِها الذَي صاحَ يقفُ قُربَ الأرانِب البيضَاء بزغبِها الناعِم تتقَافزُ
"تعاليَا وأنظُرا إلَى أقارِبِ كُوكي!"
وضَحكت تلقطُ ابنِها يُعارِكُ ركبةَ والده الضاحِك وفخذِه لكونِ هذهِ تكُون حدُوده معَ طُوله القَلِيل..

______________________

مَن التي وصلَت لألفِ قِراءةٍ بأقلِ مِن شَهرٍ وقرابةِ الـ 190 تصوِيت؟ ☹💜
أخِيرًا، شُكرًا لقرَائتكم 💜🌙.

-مَا التَالي؟.

Brothers | TK.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن