-19.

5K 375 123
                                    

"تاي"
همسٌ صغيرٌ سمع في الغرفة المُظلمة في وقتٍ متأخرٍ من الليل، لم يُجب أحد ذاك النداء ليتنهد صاحبه في خفوتٍ وخيبةِ أملٍ.

لأولِ مرةٍ، شاجر يونغي تايهيونغ شجارًا حقيقيًا إنتهى ببكاءِ الأصغر فور دخوله لغرفتهِ، حيث كان هناك جونغكوك القلق جالس يستمع لأصواتهما المُرتفعة.

طوال فترة حياتهما لم يطلب منهما يونغي شيئًا، تركهما على راحتهما يفعلان ما أرادَا حتى لا يُكرر خطأ والده الذي أرتكبه في حقهِ، لم يرد منهما سوى أن يرفعا رأسهُ وألا يرتكبا شيئًا يعلمان أنه خاطئ وسيغضبه.

لهذا، فور إشتمام يونغي لرائحة السيجارة الخبيثة على ابنه، حتى حاول محاورته في هدوءٍ ولكن تمسكُه وإتخاذه للصمت وسيلةً للتهرب أغضبته.

سأله إن كانت مرتُه الأولى، ولم يُجبه
إن كان هناك من حرضه على ذلك أو أغراه
لكن تايهيونغ حالف السكوت ولم ينبس بحرفٍ لعله يُطفي غضب أبيه.

صمته المطبق أثار حنقه، فصرخَ فيهِ مؤنبًا إياهُ، فكم صمت عن تصرفٍ طائشٍ منهما ولم يحاول نهرهما بقسوةٍ ولا رفعِ يدهِ عليهما، كم مرةٍ فعل ولم يحترما ذلك حتى تمادى إحداهما لهذا الحد؟

إن أكثر ما يكرهه يونغي الكذب عليهِ، وعدم إجابة تساؤلاتِه، والتحُكم فيهِ. وكان شديدِ المقتِ للدخان ورائحته وكل ما يتعلق بِه، ولم يكن ليمرر هذا له لمجرد أنه صمت ذات مرة عن تصرفاته.

تنهدٌ آخر تسربْ من داخل جونغكوك المُستاء، فهو يكره غضبهما حتى وإن كان ليس موجهًا نحوه ولا ذرةٍ منه حتى له.

لكنه بطبعهُ مُسالمٌ، ورؤية أحب الناس إلى قلبهِ يبكي بسبب شخصٍ له ذات المحبة لقلبه تُؤلمه، فمَ الحلُ معهما وهما أعند من بعضهما؟

أغمضَ عينيهِ مُتقلبًا فوقَ السرير حتى باغتهُ النُعاس، بينما هناك أعينٌ لم يزرها ولو ثوانٍ تذرفُ الدمعَ ندمًا.

..

"صباح الخير"
تمتمَ بخفوتٍ يسحبُ مقعدَهُ للجلوسْ على مائدة الإفطارْ صباحًا، بعد ما حدث البارِحة لم يكُن لينزِل ولا يُريهم وجهه ولكن أخيه أصّر عليه.

هو لا يحب إحزانه.

يكفي أنه تجاهله بعدما حاول مواساته، لكن فرط السوء الذي شعر به جعله غير قادر على النظر لوجهِ أحد، تمامًا كما ألجمه عند حديث والده.

وبذكرِ والده...
رفع رأسه يختلسُ النظر إليهِ، جالسٌ يأكلُ في هدوءٍ وصمتٍ كما المعتاد لكن هالةٌ حوله تيقن كل من يحاول محادثته أنه سينفجِر في وجهه.

Brothers | TK.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن