Brothers | TK.

-26.

"يُقال: إن أحببت شخصًا دُون سببٍ، فإنكَ ستُحبهُ للأبد."
قرأ ذلكَ السطرَ مرارًا وتكرارًا، كما لو أنهُ مَس شيئًا من رُوحه جعله يتوقف به، يقرأهُ ببطءٍ ثُم بسرعةٍ فبِعُمق من يودُ حفظهُ عميقًا في ذاكرتِه وينقشُه قَوِيًا بها.

شردَ بهِ وغاصَ بتفكيرِهِ، ما معنى أن تُحبَ شخصًا؟ أنه لو قالَ لكَ أنه سعيدٌ، فأنت كذلك وأكثر. لو كان مريضًا، لودّ خاطرُك أن تشاطرُه عافيتك.

وما شعُور أن تُحَب؟ أن يكُون هناك شخصٌ تعرفُ أنكْ يُمكنك إلقاءً ثقلُ عقلك ورُوحك مجتمعين إليه، وسيضمهم له ويربتُ فوق ظهرك، شخصٌ إن كنتَ حزينًا، فإنه سيطبعُ قُبلًا شافيّة على قلبك ترممُ كسُوره.

كيف تُحب إذًا؟ لابُد من وجودِ سببٍ، أليسَ كذلك؟

أنزلَ كتابهُ من أمامِ ناظريه بعدما شردَ بصفحاته دون أن تدخلَ كلمةٍ مجالَ إستيعابِه. لينتقل بعينيهِ إلى ظهرِ شقيقهِ الجالسُ فوق المكتب مقابلًا له بغرفتهما المُشتركة منذُ الصغر -وقد فضلا البقاء فيها سويةً رغم وجود غرف خاصة لهما- منكبًا فوق كتُبِه ليكتب مشروعه بعدما أجله حد هذه الليلة قبل موعدِ التسليم.

ليخطُر بعقلهِ سؤالٌ: لمَ يحبُ جونغكوك؟
بالطبع، لمْ تربطه بهِ علاقةِ دمٍ حقيقية؛ لذلك القول: لأنه شقيقي، يبدُو غيرَ كافيٌ بحقهِ وسيبدُو غبيًا؛ لأنه لا يملكُ له تلك المودةُ اللا إرادية بسبب الدمِ المشترك.

وجونغكوك لم يكُن شقيقًا فقط، كان صديقًا عظيمًا أيضًا.
ومن ناحية أخرى، فإنه لا يشاركهُ الكثير من الإهتمامات أو العادات؛ فليس بينهم تلك القواسم المُشتركة الكبيرة التي قد تسبب قربهما؛ حتى يفرض وجودُ جونغكوك نفسه عميقًا بقلبهِ.

فإن كان تايهيونغ يفضلُ الرسمَ والغناءَ في الغرفة، فجونغكوك سيودّ لعب لعبةَ فيديو أو ممارسة حركات قتالية عليه لإستعراضِ قوتِهِ. وبينما يضع تايهيونغ القراءة والإنتهاءِ من واجباته ضمن أولوياته، لن يفعل جونغكوك ذلك بالطبع والخروج إلى التمرُن وتأجيل فرُوضه حتى آخر لحظة هو من الأشياء التي لن تتغير.

جونغكوك يحبُ الخروج والمغامرة، وتايهيونغ إختار الراحةَ في مكانهِ والإطمئنان على نفسهِ. وكما كانا مُختلفين تلك اللحظة في ذهنه بشكلٍ لم يلحظهُ من قبل.

ورغم كل ذلك، فإن جونغكوك شخصٌ لا يتخيل تايهيونغ نفسهُ يتنفسُ دون وجوده من حوله. والتفكير بأنه ربما سيأتي يومٌ وتفترِق طرقهم يخنقُه ويشعرُ بضيقٍ يجلسُ على صدره.

جونغكوك غير مضطرٍ إلى حُبهِ، ولا إلى تحمله أو أيًا كان لمجرد أنه شقيقه مسجلٌ فوق أوراقٍ، لم يَكُن مجبرًا على تقبلُه في طفولته إلى حدِ هذا اليوم.
ولكنه فعل.