لطالما كرهت النهاية .. نهاية الفيلم نهاية الكتاب المفضل لي نهاية طبق طعامي المفضل ونهاية مشروبي الذي احب ..
لا احب انهاء قصصي ترعبني النهايات دوما ان يموت شخوصي بعدما عاشو لزمن باعماقي يتنفسون ياكلون ينامون معي .. جزء من روحي ..
لذا اتوقف في منتصف الكتابة واترك القلم مانعة صغاري من الخروج.. ن
نهاية عمر احبتي ..
نهاية اوقاتي الجميلة وتسرب ضحكاتي ووريقات السعادة من جذوري تتهاوى أمامي متغنجة واحدة تلو واحدة وانا اراقبها .. تسقط وتعبث بها الرياح لتستقر ارضا .. ف تصفر ...تتيبس .. فتتكسر .. فتتبعثر اجزاءها بعيدا في كل جزء منها قطعة صغيرة من روحي.. وتتناثر مع الهواء .. ثم تختفي وكانها لم توجد ..
الدليل الوحيد على وجودها هو المكان الذي اقتلعت منه نعم تلك الندبة الفارغة ك كرسي عجوز هرم معه عمرا وشاركه زمانا ودهورا .. حتى تركه العجوز ذاهبا للمشفى ولم يعد .. تاركا اياه وحيدا لا تؤرجحه الا الرياح ولا يغطيه سوى التراب المتراكم .. ولايرى فيه شيء مميز .. وكانه مات مع قلب صاحبه .. الذي جعل له مكان مميز وحين رحل اخذ تلك المكانه معه ..
او ربما هو لم يكن سوى كرسي عادي وصاحبه هو ما جعل منه روحا خشبية .. تبكي معه وتشاركه خيباته وتنهيداته وانحناء ظهره ..
لو تاملت الاثاث تسائل للحظة هل يشعر بالوحدة لو تركناه ؟ ...
هل يفتقدنا ؟
ذلك الطبق المميز وهذا كوبي الخاص وفنجان قهوتي الممنوع لمسه من قبل احد واطباق امي الجميلة الخاصة بالضيوف والمناسبات والقدر الكبير للمادبة .. والسكين التي لانكف عن جرح يدي والولاعة القديمة الاثرية .. وثوبي المفضل الذي يكرهه الجميع والدب الذي يشاركني وسادتي كل ليلة ..
ودولاب ملابسي المبعثر والاريكة التي احب الاستلقاء عليها .. ومكاني جوار النافذة في السيارة الذي اعتدت الشجار مع اخي لاجله
والاشياء التي خباتها بانتظار ان استخدمها يوما .. والكتب التي قراتها .. والمفكرة التي تحمل مشاعري .. وجدار الغرفة الذي كان شاهدا على كل شيء ...
والمروحة ذات الصوت العالي وصرير الباب ..ودببي التي اعتادت سماعي ..وسريري الذي امضيت عليه ايام ...
نعم الاثاث شاهد ..والثياب شاهدة .. والمشط شاهد ..هاى طول شعري وتحديقي في المراة والخصلات الني تسقط مني اكثر فاكثر ..
هي تحمل الذكريات تحمل المشاعر الني شاركتنا اياها .. لها ذاكرة قوية لو امتلكت القدرو عار الكلام بقامت بسرد الكثير .. ذكريات نحن عفلنا عنها ..وعن كيف كانت ارواحنا سابقا .. وكيف ولماذا تغيرت .. وعن الوقت الذي كنا فيه احياء ..
مررت بجوار قبر ابيض اللون عتيق التاريخ .. تحت سماء ممطرة لايسترخ من البلل شيء .. نرك عاريا لايدل على كونه قبر سوى الحجارة الموضوعة عليه التي تحمل علامة على من مر من هذه الحياة وانتهى هنا ..
لم يكن بحمل اسما ..يدل على هوية من مر من هنا .. ولا صزرة بملامح جامدة وابتسامة مزيفة .. ولازخرفة للايات القرانية .. بل حمل عبارة واحدة على ذلك الحجر الابيض ..
(ازهار الياسمين لاتموت )
كان غريبا .. وذا معنى مميز .. اتجهت الى حديقتي ونظرت الى ياسمينتي الذابلة ..قطفته ووضعتها في انية قرب سريري فاح عطرها حيث تواجدت.. مرت ايام ووريقاتها البيضاء تنكمش وتتيبس .. لكن عطرها لايزال نافذا في الارجاء ..
كان الوقت ليلا .. لم استطع الذهاب الى سطح المنزل .. واشجار الحديقة تحجب رؤية السماء ..والبنايات المحيطة بكراج المنزل تقلص الافق .. لكني رغم ذلك كنت قادرة على رؤية نجمتي البعيدة الباهتة المشعة ..
صديقتي الازلية تشع وسامة بنورها وشموخها .. قضينا ليال طوال معا .. هي واشية تستطيع معرفة احوالي والوحدة تقتلني حين تحجبها الغيوم وتكون لاهتة حين اغيب عنها ..
كانت تتاملني وتخبرني عن العالم تحتها العالم الذي تراه.. رغم بعدها هي لقلبي اقرب ماخلق الله ..
مثالية هي .. لايمكنني سوى تاملها من بعيد لا استطيع الاقتراب منها.. تخفي حزنها خلف الغيوم .. حتى تمطر السماء معبرة عن المها .. والقمر ييدو اجمل بكثير حين تتبسم بسمتها النادرة.
هي اجمل شيء حصل معي .. لكنها بعيدة لا يمكنها اانزول ارضا .. فمكان النجوم في الفضاء .. ولايمكنني الذهاب لها ..لذا لم نملك سوى مراقبة بعضنا .. وانتظار الليل بلهفة.. خين يخلد الجميع للنوم ..تشرق شمسي ليلا ..
شكرا للأحلام لانها تمنحنا رجلة مجانية مع من نريد وحيثما نريد ..
بينما انا جالسة هناك .. انتظر نجمتي الغائبة .. تعتصر الوحدة قلبي و يضرب البرق للسماء .. ويضرب القلق اوصالي .. تتزاجم أفكاري غاضبة لقزة توازي ضجيج المطر الذي يرتطم بالارض بعنف وسرعة ..
تسللت رائحة تلك الزهرة التي اهدتني اياها نجمتي ذات ليلة ..لتكون ك المخدر لكل المشاعر السلبية .. فتبسم ثغري الما وكبحت تلك الغصة المتجمعة و تذكرت نلك العبارة ..
فهمت معناها .. ان تكون مع شخص ليس الوقت الذي تقضيه مع الاشخاص .. بل كم نعيش بداخلهم حتى بعد رحيلنا .. كم ستخلدنا اغنية ويحمعنا لحن وترجعنا للوراء صورة ...عطر ... او حتى وردة !-هذا صحيح .. فازهار الياسمين لاتموت ..ختى بعد موتها يبفى عطرها مرددا
انها مرت من هنا .#رغد
أنت تقرأ
كلمات
Poetry"ويُخيّل لك أنك مُكتمل حتى تعثر على الروح التي تكمل روحك وتدرك كم كنت ناقصاً.." حين تتمرد افكاري و تتحالف مع مشاعري ترتسم على شكل كلمات تنبع من اعماق الذات ......... #رغد .