انتظرت

27 1 10
                                    


انتظرتك ..انه الخريف الثاني الذي يمر علي منذ ذلك الحين ..ولازلت انتظرك .

رغم يقيني التام انك لن تأتي الامر اشبه باني على موعد مع نجمة تلاشى غبارها الضوئي من الفضاء فلم تعد موجودة باتت اسطورة يختلف الناس بشأن صدقها وحقيقة حدوثها ..

وحدي من عشت تلك الاسطورة وسافرت الى بلاد العجائب وعشت تلك الاحلام الوردية كل يوم وكل ليلة وانا اعلم انها ليست سوى احلام سوف تنتهي في أي لحظة لكني لم ابالي اردت ان اسرق من الزمن كل لحظة ممكنة .

الامر اشبه بفقدانك للسبب الوحيد الذي يدفعك للعيش ان تعيش في حالة ديجا فو طويلة للغاية فيكون ذلك الشخص اقرب الناس لك وفي لحظة ... تجده امسى غريبا وكانه لم يكن هنا ولم يعرفك يوما وكان كل ذلك الوقت لم يحدث قط .

لازال الامر صادما ان تكون بهذا القرب ,وبهذا القدر من البعد .

لازلت انتظر عند كل قطرة مطر تسقط وكل كوب قهوة لم نتشاركه ,وكل نزهة صغيرة لم نقم بها ,وكل جولة ليلية على دراجتك النارية حين تخلد المدينة الى النوم ,وكل كتاب قمنا بقراءته وكل قصة خيالية لم نسمع عنها ,وكل حدث مررت به ولم تشاركني اياه , كل حلم اراه وكل صحوة وكل انقباضه قلب . وكل ذرة حب يحمله قلبي المكلوم لك ,وكل لحظة لم تدفئ يدي بإمساكك لها وكل ثانية اغمضت بها عيناي ولم تكن اول ما اراه صباحا

انتظرتك كل ليلة راقبت بها النجوم ورافقتني حتى اصبح لها لسان تتكلم وقلب تشعر به وعيون تمطر الما ..

انتظرتك وكان لا سبب يدفعني للعيش سواك ولأني لا املك الا انتظارك لأنه السبب الوحيد الذي يجعلني اعيش لان لدي شيء اعيش لأجله

انه لمن المزري ان تعيش بهذا الكم من الفراغ فلا يكون لديك ما تحيا لإنجازه والسعي لأجله ان تستيقظ كل صباح دون ان تملك سب يدفعك للنهوض من سريرك .

حتى الكتابة لم تعد ممتعة لم اعد اجد في الحروف الراحة والبهجة التي كنت انشدها

كل شيء بلا وجودك بات بلا طعم ..انت ملهمي الوحيد كنت تعطيني شغف للكتابة حتى من خلال قطعة شوكولا صغيرة استطيع استخراج قصة خيالية او كلمات ادبية .

حتى في نزهة خيالية نعيشها معا ,والان حتى ذهابي الى القمر لم يعطيني ذاك الشغف الذي اجده بقربك ,وكان ما عاد في العالم شيء يستحق الحديث عنه ما لم تكن كل الحروف موجهة لك ,وكأن رحيلك كان اشبه بسلب احدهم عيناه او صوته او احدى اطرافه فلم يعد من الممكن له ان يستطيع الاستمتاع بالحياة !

لما لم يعد كل شيء مبهرا ؟ بالأمس في الساعة الثانية عشر ليلا كنت على سطح المنزل في الظلام كانت النجوم كثيرة للغاية والسماء صافية الى حد يمكنك معها تخيل اشكال من تجمعهم في مكان واحد ربما مضت سنوات منذ رأيت نجوم بهذا العدد

حدقت بها طويلا واحدة تلو الاخرى ووجدت النجمة المميزة رفيقتي السرية ,لكنها لم تبدو مبهرة لم تعطيني ذلك الشعور الذي يدفعني لان امد كفي واحاول امساكها ,لم تمنحني الشعور المألوف بالسعادة والجمال الذي كنت اجده بينها ,لم تكن موجودا لاصف لك روعتها ,او لتجعل منها رحلة خالية من الجاذبية .

الامر وكأني لم اعد استطيع التأقلم والتعايش مع ابسط الاشياء في هذا العالم .ولا اعلم هل الخلل بي انا ام لان وجودك كان يجعل الحياة مختلفة كان اشبه بالسفر الى ارض الاحلام الخيالية حيث كل شيء حتى حبات الرمال رائعة وكل ثانية هي لحظة ذهبية من الوقت لم يغتنمها كما يجب فهو احمق .

كلمات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن